في إحدى السنوات زرت ابن عم لي في مدينة الطائف وبالتحديد في منطقة الهدا ،، وتمتاز هذه المنطقة بجوها الجميل في فصل الصيف ومما زاد جمال تلك الزيارة هو مسكنه في منزل بجوار بستان جميل جداً ،، فقمت صبيحة يوم أتجول في ذلك البستان الجميل ،، فلا أعلم هل أعجب من روعة الجو أم من جمال الأرض ،، فالسماء قد غطى شمسها الغيوم والأرض قد غطت تربتها العشب والشجر ،، لحظات جميلة لا أنساها ...
وأثناء تلك اللحظات الجميلة لفت انتباهي موقفين متناقضين ،، حيث كان يوجد في البستان منحل في إحدى زواياه وفي الزاوية الأخرى حظيرة بقر ،، فقد كان النحل يخرج من منحله ليتجول بين الأزهار ،، بل كان يحرص على أهم ما في الزهرة وهو الرحيق فتذكرت قول الشاعر الهمام عبد الرحمن العشماوي إذ قال :
ترى الحشرات بالأزهار تلهو ،،،، وما يغري سوى النحل الرحيق
وعلى النقيض من ذلك هو تجمع الذباب على فضلات البقر والغنم ،، فيا سبحان الله تناقض عجيب بين الأمرين ،،،
***************************
أحبتي ،، إن الناس أحد الصنفين هؤلاء
فصنف يعاشر أخوانه وأحبائه ،، فيجد منهم ما يحب وما يكره ،، غير أن نفسه الكريمة وروحه السمحة لا يشدها إلا الصفحات البيضاء الجميلة ،، فهي لم تنشغل بجوانب القصور والخلل ،، فطبيعة النفس البشرية أنها واقعة في الخطأ لا محالة ،، وكذلك العين لا تقلب طرفها إلا في الجوانب الحسنة لدى الخل أو الصديق ،، فتجد صاحب هذه النفس يعيش مرتاح سعيد لا يملئ قلبه غير حب إخوانه وودهم ،، ناهيك عن مدى توسع علاقته الاجتماعية الناجحة ،، فهو يحظى بدرجة كبيرة من المحبة والتقدير من قبل إخوانه وخلانه ،، فهو كالنحلة .........
وصنف كالذباب ـ وأعتذر لكم على هذه القسوة ـ لا يقع بصره ولا تطيب نفسه إلا على مواطن الخلل والقصور ،، فينشغل بها ويضخمها بل ويبدأ بالتشهير بها ،، قد عجزت نفسه الدنيئة وعينه الحاقدة عن إدراك الجوانب الجميلة والصفحات الرائعة في شخص إخوانه وأحبائه ،، قد ملأ قلبه الحقد والحسد ،، فأصبح خبيث النفس ،، لو شاهد صفحة كاملة كلها بياض وصفاء غير ان هناك نقطة سوداء واحد في زاوية تلك الصفحة ،، لنعق وقال إن الصفحة فيها سواد ،،، فهذا الصنف من الناس يخسر أحبابه وأصدقائه ،، بل سوف يقابلونه بالكراهية ،، فيصبح منبوذ من قبل أقرب الناس إليه ،، ناهيك عن غيرهم .......
فيا أحبتي ،، تخيروا لأنفسكم أي صنف من الناس تريدون أن تكونوا ؟!!
فالأمر بين أيديكم ،، فاسلكوا أي طريق تشاءون
***********************************
تنبيه : أحبتي أعتذر لو قسوت بالعبارة ،، ولكن الموضوع قد يحتاج إلى مثل ذلك ....
أمنية : أن يكمل أخوتي مشوار الموضوع ،، فهم من يستحقون أن يكتبوا عن هذا الموضوع ليس أنا ،، ولكن كان هدفي أن اقدح شرارة فتضيئونها بطروحكم الجميلة ......
************** ولكم مني تحية عطرة يبقى عطرها ما بقي حضوركم الرائع ***************
أخوكم : أبو نوووف