{ بسم الله الرحمن الرحيم }
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا تجد له ولياً مرشداً , والصلاة والسلام على أفضل المرسلين نبياً وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وبــــــــــعد ,,,
فمما ينبغي أن يعلم : أن الذنوب والمعاصي تضر , ولا بدً وأن ضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان , على اختلاف درجاتها في الضرر.
وهل في الدنيا والأخرة شر ً وداءً إلا سببه الذنوب والمعاصي ؟!
فما الذي اخرج الأبوين من الجنة ـ دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور ـ إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟
وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده , ولعنه , ومسخ ظاهره وباطنه , فجعل صورته أقبح صورة وأشنعها, وباطنه أقبح من صورته وأشنع , وبدل بالقرب بعداً , وبالرحمة لعنةً , وبالجمال قبحاً , وبالجنة ناراً تلظى , وبالإيمان كفراً , وبلباس الإيمان لباس الكفر والفسوق والعصيان , فصار قواداً لكل فاسق ومجرم , رضي لنفسه القيادة بعد تلك العبادة والسيادة؟!
وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم , ثم قلبها عليهم , فجعل عاليها سافلها , فأهلكهم جميعاً , ثم أتبعهم حجارةً من السماء أمطرها عليهم , فجمع عليهم من العقوبة ما لم يجمعه على أمةٍ غيرهم , ولإخوانهم أمثالها, وما هي من الظالمين ببعيد؟
وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب من العذاب الظلل , فلما صار فوق رؤوسهم , أمطر عليهم ناراً تلظى ؟
وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر, ثم نقلة أرواحهم إلى جهنم, فالأجساد للغرق, والأرواح للحرق ؟
وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله ؟
وما الذي سلط عليهم أنواع العقوبات , مرة بالقتل والسبي وخراب البلاد, ومره بجور الملوك , ومرة بمسخهم قردةً وخنازير , وآخر ذلك أقسم الرب تبارك وتعالى : ( ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ).
فعياذاً بك اللهم من مخالفة أمرك وارتكاب نهيك ؛؛؛؛؛؛؛؛؛
من حديث أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إذا ظهرت المعاصي في أمتي , عمهم الله بعذاب من عنده )) فقلت: يارسول الله ! أما فيهم يومئذ أناس صالحون؟ قال: (( بلى )). قلت: فكيف يصنع بأولئك؟ قال: (( يصيبهم ما أصاب الناس , ثم يصيرون إلى مغفرةٍ من الله ورضوان )) لا حول ولا قوة إلا بالله.
قال رسول الله صلى الله عليه سلم : (( لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفي كنفه , ما لم يمالى قراؤها أمراها , وما لم يزك صلحاؤها فجارها , وما لم يهن خيارها أشرارها , فإذا هم فعلوا ذلك , رفع الله يده عنهم , ثم سلط عليهم جبابرتهم , فساموهم سوء العذاب , ثم ضربهم الله بالفاقة والفقراء )).
قال صلى الله عليه وسلم: (( لما عرج بي , مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم , فقلت : من هؤلاء ياجبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم )).
أن الأرض تزلزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فوضع يده عليها, ثم قال: (( اسكني ؛ فأنه لم يأن لك بعد )) ثم التفت إلى أصحابه , فقال : ( إن ربكم ليستعتبكم فأعتبوه )......
وتزلزلت الأرض بالناس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال: أيها الناس! ما كانت هذه الزلزلة إلا على شيءٍ أحدثتموه , والذي نفسي بيده ؛ لئن عادت ؛ لا أساكنكم فيها أبداً.
قال كعب إنما تزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي , فترعد فرقاً من الرب جل جلاله أن يطلع فيها.
أقول وبالله التوفيق فكم من الزلازل حصلت في عهدنا هذا من أثر المعاصي والأثام والعياذ بالله والبعض يقول أن أثرها من الطبيعة أما يخافون من عذاب الله فلا ترضخون إلى هذا القول الذي لا أصل له وحاســـــبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل فأغدوا إلى أنفسكم قبل أن يأتي أحدكم الموت قال تعالى: (( من قبل إن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجلاً قريب فأصدق وأكون من الصالحين .. ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبيراً بما تعملون )).
فأستعدوا للأخرة بالأعمال الصالحة التي تنفعكم في دينكم ودنياكم وجاهدوا أنفسكم بالبعد عن المعاصي واعلموا أن الموت ملأقيكم قال تعالى: (( قل أن الموت الذي تفرون منه فإنه ملأقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبكم بما كنتم تعملون )) فجميعاً لا نحب أن يأتيناً الموت ونحن لم ندخر من الطاعات والأعمال الصالحة ماهو يقينا من العذاب حتى لو كنا من الصالحين نطمع بزيادة عمرنا في الأعمال الصالحة والطاعة لأن الجنة درجات فمنها الفردوس جعلني الله وإياكم من أهلها ولا نفوز بها ونحن غافلون فلا بد من مجاهدة النفس بالعمل الصالح والبعد عن المعاصي والخشية من الله عزوجل وأن نتقي الله العزيز الحكيم .
قال تعالى (( يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وأمنوا برسلهُ يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفورً رحيم )) ........
فأنه هو البر الرحيم فسعيداً من اتقى الله وعمل صالحاً وتاب إلى الله أنه هو التواب الرحيم قال تعالى: (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعاً )).
فالسعيد من أتعض بغيره ؛؛؛؛؛؛ والشقي من أتعض به غيره.....
فأن كان صواباً فمن الله وأن كان خطئاً فمني ومن الشيطان
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا
هذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الله وأكبر ...... الله وأكبر ...... الله وأكبر ......
العرض العادي
