العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-05-2005, 01:30 PM   رقم المشاركة : 11
رحــــــــال
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية رحــــــــال
 






رحــــــــال غير متصل

# # الحلقة الرابعة (اليوم الرابع ) # #

بسم الله الرحمن الرحيم

" ..... وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ "

آية .. من سورة .. حبيبة الى قلبي .
اعتاد أبي رحمه الله أن يؤّمنا فيها حين نصلّي الجماعة خلفه أيام رحلاتنا الى البر .. لم أكن أيامها أنتبه لمعاني تلك السورة .. ولا أتمعّن فيها أو في سواها .. أطأطئ راسي خلف أبي .. وأتظاهر بالخشوع .. وعقلي مشغول بآلاف المشاغل .

محمد ....
إلى جواري ... ألمح بطرف عيني .. دموعا تسيل على لحيته الجميلة .. من فرط تأثّره في الصلاة .. لم أكن مثله يوما ..

سورة الرعد
الآن .. قرأتها .. لأول مرة .. سمعتها لأول مرة .. فهمتها لأول مرة .... كم هي سورة مؤثّرة ، سرحت بها في ملكوت الله وعظمته ورحمته وحكمته .

لأول مرة
منذ أن لوّثت يدي بدم محمد .. لأول مرة ... أشعر ببعض الراحة بين أضلعي .. هل حقا سيغفر الله لي ؟؟
لظلمي لأخي .. لظلمي لأمي .. وظلمي لنفسي ؟

كيف هنت عليّ يامحمد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

واصلت قرآءة المصحف .... حتى حلول الظلام في الخارج
أما هنا .. بين الضلوع .. ال**يرة .. فقد أشرق النور .... وأضاءت النفس بضوء جديد ..

استطعت النوم الليلة .. بنفس أكثر هدوءا
ولكني حلمت به .. وبأمي .. وأبي .. جميعهم ..... ينظرون اليّ بعتاب قاتل ..... وفزعت من نومي ..وبحثت عنهم .. فلم أجد سوى الظلام المحيط بي .

وفي لحظة ...
أدركت مصيري .. قريبا أموت .. قريبا .. سيخترق السيف عنقي .. ويطيح به أمام الأعين الغاضبة .

زوجته !
التي زيّنت لي حبها .. وأغرتني بنفسها .. ودفعتني دون أن تدفعني .. الى قتله .. رفضت التنازل عن حقها في دمي !!!!!
ربما خشيت أن أفضحها ؟عموما لايهم .. ممتن أنا لها .. فلم اكن أرغب بعيش ... بعده .. أأعيش وأتنفس وأضحك .. وقد قتلت بيديّ شباب أخي وزهرة حياته ؟

هل يؤلم قطع الرأس ؟ هل سأشعر به ؟؟
أم هو كالحادث ****يف الذي تعرّضت له وأحد أصدقائي ذات مرة ؟
يومها تعرّضت لجروح خطيرة ... ولكني لم أشعر باي شيء .. فقد أغشي علي لحظة الارتطام .. ولم أفق الا في المستشفى ..

هل سيحدث الشيء نفسه ؟ وسأدخل في سبات عميق هادئ.. لحظة مصافحة السيف لجلد عنقي ؟

..........................................

# # الحلقة الخامسة (اليوم الثالث ) # #


هل أنا نادم ؟؟
سألت نفسي هذا السؤال منذ فتحت عيني هذا الصباح .. فوجئت بالاجابة ..
لقد ندمت ... في اللحظة نفسها التي أطلقت فيها النار على صدر أخي .. اللحظة التي ضغطت فيها على الزناد .. هي اللحظة التي فجعت فيها وسارعت بغباء لكي أوقف الرصاصة التي انطلقت من مسدسي .

كيف كنت سأوقفها ؟
لاأعلم .. غباء .. ندم .. صحوة من كابوس ..
ندمت ... وأدركت أنّي لن أجني من ندمي شيئا لأنه لن يعيد محمد .. ولن يعيد لي حب أمي ..

هل تزال أمي تحبني .. ؟ أقصد هل لاتزال تكرهني .. ؟

ربما ..
أقول ربما .. حين أموت .. ويتدحرج راسي تحت الأقدام .. ربما حينها تعود تحبني ؟؟؟

ابتسمت للخاطرة ..وسكنت نفسي ...
ربما حينها يبتسم محمد ؟؟ وتضحك أمي .. ، ويعود صوت أبي ليتردد في فضاء الصحراء مردّدا ( وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) صدق الله العظيم .

اليوم ..
جاءني الضابط المناوب في السجن .. سألني ان كانت لي رغبات أخيرة .. ؟ وجبة معيّنة أتوق لها .. ؟ وصية أحب أن أوصي بها أحد .. ؟ شيء يحضرونه لي هنا ؟

قلت ودموعي تغالبني ... ( لاتدفنوني قرب محمد ....)
كانت دموع الخجل ...... منه .. من أخي الصغير ....!

.................................................. .

# # الحلقة السادسة (اليوم الثاني ) # #


الوقت ليل .. لاأعلم كم الساعة .. ولكن السماء ملأى بالنجوم .. عذاب هو جهل الوقت .. والأيام .. ومرورها ..
وعذاب هو الانتظار ..

ترى هل أرتاح بعد الرحيل ؟
أم هو بداية لعذاب آخر .. أشدّ وأقسى ؟
هل القاه هناك ؟ هل سيقف أمامي بدماءه .. ووجهه الحبيب .. ليقتلني كما قتلته ؟

أنا قتلت محمد ؟ ولأجل من ؟
لأجل امرأة ... خبيثة .. عديمة الشرف .. أغرتني بجمالها الزائف .. وزيّنت لي القضاء على أخي ؟

محمد ؟؟
ذلك الذي كنت أذود للدفاع عنه .. كالأسد الضاري ، ان ضربه فتية الحي ، أو أوقعه أحدهم أثناء لعب الكرة ؟

محمد .. الذي كم ... وكم .. سهرت معه الليالي الشتوية الطويلة على سطح منزلنا .. في أحاديث لذيذة عن الأحلام والطموحات .. وابني .. وابنته اللذان سنزوّجهما لبعض حتما !!!

محمد .. الذي وقعت في حبه ... منذ أخذني والدي لرؤيته في غرفة المواليد بالمستشفى .. وأطلّ عليه راسي الفضولي .. متأملا ذلك المخلوق الوردي الضئيل .. ومددت اليه اصبعي مداعبا .. فالتقطها واعتصرها في كفّه الصغيرة ..... وكانت تلك أولى لحظات تعارفنا ؟

اختنقت ... لم أعد قادرا على الاحتمال !
تراءى لي وجه أمي في هذة اللحظة .. أمي التي فقدت ولديها الوحيدين في نفس اليوم .. أمي المفجوعة التي لم أرحم عجزها وكبر سنّها .

لايفارقني صوتها المخنوق .. المذهول .. الغاضب .......
( أنت !!! أنت قتلت ولدي ؟ محمد ؟ أخوك ؟ دمك الذي يجري بين أوردتك ؟؟؟ أنت ؟ )

أمي .. لم تأتي لزيارتي .. منذ ذلك اليوم .
ولم يأتي أحد من أهلي ولامعارفي .. لرؤيتي .. الوحيد الذي جاء .. كان ابن عمي .. وصديق طفولتي .. لم يقوى على البقاء طويلا .. قال لي بأسى :
( أمك رفضت استلام جثّتك ، ولكني سأدبّر كل شيء ) !!

لم أقوى على الكلام .. لم أغضب ..لم أثر عليها أو أستنكر .. حسبها محمد ... دفنته .. لاحاجة لها بدفن ولد آخر .

قمت مترنّحا من فرط حزني ..... للوضوء .

...............................................

# # الحلقة السابعة والأخيرة.. (لحظة الصفر ) # #


فجر اليوم ....
بعد أن أنهيت صلاتي .. أخبرني الحارس .. أن الرحيل سيكون في التاسعة من صباح هذا اليوم الممطر .. البارد .. يوم الجمعة التاسع والعشرون من شهر شعبان ..


رمضان قريب ....
ترى مع من ستقضيه امي ؟ وكيف ؟
ترى هل ستدعو لي حين تزور مكة في العشر الأواخر ؟ أم ستدعو لمحمد فقط ؟ أم أنها ستدعو عليّ ؟؟؟

استطعت أن أختم المصحف خلال الأيام الماضية .. قرأته .. كما لم أقرأه في عمري .. سافرت معه الى عوالم النقاء والصدق والايمان ..

قرأته .. بقلب وعين وروح من يعلم أنه لن يقرأه مرة أخرى .. وأنه سيشتاق لنوره وأمانه وكلماته في قبره الموحش ..

لن يتخيّل أحد ... كيف كان طعم ماقرأت .. ونادرا ما سيعيش أحد هذا النوع من التدبّر مع القرآن .. لأنه نادرا ما يعلم أحدكم متى سيموت .. كما حدث معي ..

عموما .... لم يبقى شيء ... يقال ..

أرفق مع مذكراتي القصيرة ... قصاصة ورق أخيرة .. لاأعلم لمن هي .. اتركوها تطير مع نسائم هذا اليوم البارد الجميل ..

القصاصة الأخيرة ..
{ ظننتم وظننت أنّي مت , حين نزع ذلك السيف رأسي وسالت دمائي لتروي أودية الطرقات وحقد بعض النفوس الشامتة . }

ولكم ولنفسي أقول ...

( " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " صدق تعالى )
اذا هي الخلاصة .. منذ هذة اللحظة .. أنا حيّ ..حرّ .. طليق .. في ملكوت رب غفور رحيم }


اتمنى من الله العلي القدير انها تعجبكم وتنال استحسانكم ويستفاد من معانيها وعبرها .. والله ولي التوفيق .



.. و إلى اللقاء في قصه جديده قادمة ان شاء الله


انتهى ...

دمتم على خير .

احترامي ،،
م
ن
ق
و
ل
.
.
.
.
.

رحــــــــــــــــــــــ والأسى والهم من خفايا رحلتي ـــــــــــال







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 03-06-2005, 01:30 AM   رقم المشاركة : 12
رحــــــــال
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية رحــــــــال
 






رحــــــــال غير متصل

السموحه

تاخرت عليكم







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 11-06-2005, 01:49 PM   رقم المشاركة : 13
بنت المدينة المنورة
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية بنت المدينة المنورة
 






بنت المدينة المنورة غير متصل

اكثر من راااااااااااااااااائع
الله يعطيك الف عافيه

تشويق بمعنى الكلمة







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية