شهد التاريخ الأنساني على ماسي و أحداث تُنبئ عن وحشيه الأنسان, من سفكٍ للدماء وأستعباد بعض البشر للبعض الأخر و تقديم القرابين البشريه لأرضاء الالهه. وقد اخبرنا القران الكريم أنَّ أول جريمه في التاريخ كانت بدافع الحسد ,ولكن الأنسان اخذ يقتل لأسباب أخرى. فقد قتل الأنسان بأسم الدين و الوطن وكذلك لأرضاء غرائز وحشيه كما حدث في ساحة الكولسيوم بروما. وأحياناً بأسم الشعب كما فعل ايفان الرهيب بإبناء روسيا حيث قتل ألاف البشر حرقاً و تعذيباً في ساحات الكرملين في أوآخر القرن السادش عشر. ودمرت قرطاج الفينيقيه و سبي أهلها في القرن الثاني قبل الميلاد من قبل الرومان بأسم روما الجمهورية. ليأتي بعد ذلك هتلر ليبيد الملاين بأسم الرايخ الألماني و قداسه العرق الآري. ودُكت مكة المكرمة بمجانيق الحجاج بأسم الخلافه الأسلامية. وقبل ذلك زهقت أرواح الصحابه في الفتنه. قتل عثمان ابن عفان رضي الله عنه و علي وحفيد روسول الله وظن قاتليهم أنهم نصروا دين الأسلام. رحم الله الفاروق عندما قال " الحمدالله انه من غير المسلمين" في أشاره لقاتله وكأنه رضي الله عنه يتنبئ بقتلة أئمة المسلمين من بعدة. سفكت دماء زكيه من صحابة الرسول و أدعى قاتليهم بإنهم أولياء الرسول.
واليوم نشهد من يقتل بإسم ديننا, فنحر الرهينه الأمريكي بدم بارد وما أثار تقززي هو دوي صيحات القتله " الله أكبر الله أكبر" في مشهد ذكرنا بقصص تقديم القرآبين البشريه , نعم الله أكبر و أجل من أن يرتكب بأسمه جرائم وحشيه لم يكن لها أساساً اي منفعه لا للمسلمين ولا لدينه.
ومما يدمي القلب هو ان نسمع خبر عاجل من العراق عن عمليه انتحاريه تستهدف دوريه أمريكيه يروح ضحيتها أمريكي أو أثنان و يموت فيها عشرين أو أكثر من العراقيين , فتجد كرهنا للأمريكان يغلب على حبنا للأخوتنا في العراق , فنفرح لمقتل اثنين من الأمريكان ولا ندين مقتل عشرين من ابناء العراق.
قال أحد الفلاسفه " من لا يؤمن بالأنسان لا يؤمن بالله" !! و انا أقول من لا يؤمن بقدسية حياتة لا يؤمن بقدسية حياتي أو حياتك . فكيف لشخص يترك الدنيا و يفجر نفسه ظناً أن ابواب الجنه قد فتحت له يستطيع أن يحسن من حياتي . فمن يترك الأرض لا يهمه ما يقع فيها من بعده فهو في مأمن من عواقب أعماله في احضان حور العين ( حسب ما يعتقدون). أنا أؤمن بمن يقف معي في نفس الخندق ولا يتركني وحدي أواجه تبعات أعماله. فهو يذهب ليموت وانا اقف أبحث عن ملجاء من صواريخ كروز و البي 52 . الشهاده هي أن تُقاتل فتقتل رغماً عنك وليس ان تنتحر لتقتل. الأولى أيمان أما الثانيه فقنوط من رحمة الله
ولكن التاريخ ايضاً يحفظ أسماء من صنعوا الحياة. فلم ينسى التاريخ ماما تيريزا التي افنت حياتها في خدمة فقراء الهند و أدوارد جنر مكتشف المصل فكم من حياة أنقذت بفضل لقاح الجدري. ولا ننسى الدكتور الربيعة الذي فصل توءمين سياميين وغيرهم ممن أثروا الحياه ولم يثروا القبور . حتى في الحرب ووقت الأزمات يحدثنا التاريخ عن أبطال مثل عمر في فتح القدس و من بعده صلاح الدين فهم لم يشنوا الحروب لمجرد سفك الدماء بل لحقنها . فلم يقتلوا اسيراً بل كان ديدنهم العفو واذا لم يكن فالرفق وعندما وقف غاندي لم يقف ليدعوا ألى سفك الدماء بل لتذكير شعبه بقيمّه و مبادئه ( وللمصادفه المره فقد قتل بيد ابناء بلده وليس بيد اعدائه) و كذلك نلسون مانديلا في نظاله ضد الأباراثي و التفرقه العنصريه في جنوب افريقيا. فحين أنتصر لم يقم محاكم للأنتقام من البيض بل أقيمت مؤتمرات شعبيه ليلتقي الضحيه الأسود بمعذبه الابيض ليصفح عنه وبذلك يكون النظال اكتمل بهزيمه العنصريه حتى في نفوس البيض.
و في الفتنام واجه السيد ثمبستون وقد كان وقتها طيار هليكوبتر أمريكي أفراد جيشه من ألأمريكان في قريه مي لي بالسلاح ليعطي افراد طاقمه الثلاثه الأمر بأطلاق النار ضد جنود أمريكيين هذه المره ليوقف مذبحه في حق سكان تللك القريه . لقد خاطر السيد ثمبستون بسمعته كظابط و كـ وطني عندما أمر بأطلاق النار على افراد الجيش الأمريكي اذا ما توقفوا عن قتل المدنيين . و طلب التعزيزات و أمر الطائرات ألامريكيه لتنقل من بقي من أبناء القريه و من بينهم فتاة في الرابعه من العمر. لقد واجه السيد ثمبستون تهمه الخيانه و شهد ضد ابناء وطنه في محاكمات ضد الجرائم الدوليه رغم ما لاقاه من التهديد بقتله و افراد اسرته. ولكن الأعظم من السيد ثمبستون هي تللك الفتاه التي انقذها , ففي زياره لقدماء المحاربين الأمريكيين الى الفتنام لتقديم الأعتذار عن الجرائم ( و قد كان السيد ثمبستون في هذا الوفد) أقتربت فتاة في مقتبل العشرين من السيد ثمبستون لتّعرف بنفسها انها تللك الفتاة الصغيره التي انقذها هو و لتقول له " لماذا لم يأتي معك بقيه الجنود لنصفح عنهم جميعاً" وهنا بكى ثمبستون
أبناء وطني السعوديه لا تدعوا أحد يقتل بأسمكم فقد يأتي يوم يُقتل فيه بعضكم بأسم البعض الآخر