مع تضارب الأيام ، وصراعات المجتمع ، يجد الإنسان نفسه حائراً أمام صعوبات الحياة ، واختلاف أنماطها . تكوين شخصيته تعد من أصعب المشاكل التي يواجهها ، فتراه حائراً يقف خلف قضبان الحيرة ، يسعى مجاهدا لتكوين شخصية قوية .
إن شخصية الانسان تعكس عقيدته وثقافته التي يؤمن بها ، ومع صرعات الحياة تجد الانسان متناقضاً ، يعيش في دوامة بين ما يؤمن به وبين ما يظهره للناس ، كل ذلك سببه عدم الثقة بما يؤمن به ، أو قد يكون قلة الثقة في ذاته .
إن الثقة بالنفس تولد في الانسان عزيمة قوية وارادة عجيبه ، تسعى لتكوين شخصية فذة ، شخصية تعكس بالفعل معتقداته .
كما أن التناقض العجيب الذي يعيش فيه الكثير من أبنائنا ، كان نتيجة الخوف من اظهار عقيدته ، فعلى سبيل المثال ترى الفتاة المسلمة عند سفرها للخارج تخجل من حجابها ، وتضع اعذاراً لذلك ، بحجة الانظار تكون اليها ، أو أنها تلفت الانتباه . ترى الشاب يعمد الى عمل أي شيء يبعده عن الالتزام ، فقد يكون ملتزم ببعض الاوامر أو الشرائع المفروضة وعندما يلتقي بأصدقائه يحاول بكل قواه إخفاءها ، خجلاً من اظهارها .
والسؤال الذي يطرح نفسه الان :
أين الثقة بالنفس؟
لماذا يخجل كثير من ابنائنا وبناتنا من اظهار أفكارهم ومبادئهم؟
للاجابة على السؤال الثاني رأيت أن الثقة بالنفس هي السبب ، فقلة الثقة بالنفس تجعل المرء خائفاً مرتبكاُ ، يتلعثم في كلامه ، لايكاد ينطق بحرف الا وعجز عن اكمال الجمله ، وقلة الثقة بالنفس منشأها في نظري عدة اسباب اذكر منها :
إن الانسان في مجال الدين الإسلامي تخلى عن كثير من تعاليم دينه ، ورأى الحضارة الغربيه مثالاً للاقتداء ، مع أنه يؤمن بوجود الخالق ويؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، فهذا الايمان يكون في داخله ولا يستطيع اظهاره بالفعل امام الناس ، وهو ينطق بالشهادتين ، ويؤمن ايمانا كاملاً ، الا أنه لا يطبقه في حياته .
في الوسط الإسلامي ، أغلب الشباب والفتيات يطالعن الدول الغربيه ، فإذا حاول أي شاب أو فتاة تطبيق تعاليم الدين الاسلامي يعتبر انسان غريب ، والبعض يطلق عليه لقب رجعي أو متخلف ، واذكر على سبيل المثال لا الحصر أقرب وسيلة وهي الدردشة ، فإذا دخل أي شخص الى أي غرفة يبدأ بقول كلمة هاي ، وترى الرد عليه كثير ، في حين إذا دخل شخص آخر وألقى السلام ترى الرد قليل مع العلم بوجوب رد السلام . إن مثل هذا المثال وكثير غيره يدل بالدلالة القطعيه على عدم اعتزاز كثير من الشباب والفتيات بالاسلام ، مما ولد عندهم قلة الثقة بالنفس التي تؤمن بهذا الدين .
كما أن الجهل بما تؤمن به نفس المرء يعد سبباً من أسباب قلة الثقة بها .
فكثير من شبابنا وفتايتنا يجهلن الكثير من أمور الدين ، مما يحول بينه وبين معتقداته التي فُطر عليها ، فقد يسأل نفسه أسأله كثيره ولا يجد الاجابه عليها ، وهنا تنعدم ثقته بنفسه ، أو قد يُطرح عليه بعض الاسئلة ، فيعجز عن الاجابه ، وتتحطم شخصيته .
البحث عن الثقافة أحد فروع السبب الثاني ، فنتيجة جهله بالدين تنشأ عنده ثقافة جاهله ، وحتى يصل الى مستوى راقي وكبير من الثقافة تراه يبحث عنها في كتب هدّامه لعقائده ، أو في مجلات منافيه لتعاليم دينه ، أو في قنوات فضائيه ، أو في الأنترنت ، فيبحث عن الثقافة مع انعدام حصانه دينيه مما يولد عنده ثقة عمياء بهذه الوسائل ، وتحطيم لنفسه التي تؤمن بما يخالف ما شاهده في هذه الوسائل .
قد اكون اطلت في الموضوع ولكن لديّ الكثير وأحب التكملة وأخشى من ملل القارئ