زاوية (الجهات الخمس)- بقلم:خالد حمد السليمان- جريدة عكاظ- الأربعاء- 24-8-1423
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
نحمد الله أن وزير المالية قد سارع لينفي خبر نية الدولة فرض ضريبة دخل على المواطنين استجابة لتوصيات صندوق النقد الدولي, فالمواطن اليوم بالكاد يستطيع الوفاء بالتزامات معيشته وتسديد فواتير الكهرباء والهاتف والغاز القاصمة ومستلزمات أسرته في التعليم والعلاج والمواصلات ثم توفير الفتات من راتبه ليكمل به شهره حتى موعد راتبه الجديد فيأتي من يقول له أن ضريبة ستقتطع من هذا الراتب أيضا!
ان من يسعى الى اقتراح مثل هذه الضريبة وتطبيقها يجب أن يعي أن غالبية المواطنين هم من ذوي الدخل المحدود أو المتوسط. وهؤلاء بالكاد يلتحفون بالستر لتسير عجلة حياتهم المثقلة بالهموم والالتزامات والديون!! وهم ليسوا بحاجة لمن يضع على أكتافهم حملا جديدا لن يفيد خزينة الدولة بقدر ما سيقصم ظهورهم المنحنية أصلا بأحمالها الثقال!!
وفي بلادنا تمتلك الدولة جميع الموارد والثروات الطبيعية وفي مقابل ذلك فانها التزمت بالانفاق على انشاء ورعاية البنى التحتية والخدمات الأساسية التي يحتاج اليها المجتمع فهي الأمينة على انفاق ثروات البلاد على حاجات مواطنيها بينما نجد في البلاد التي تطبق مبدأ الضرائب أن الدولة تلجأ الى فرض وجباية الضرائب كمصدر دخل أساسي لتمويل أداء واجباتها تجاه المجتمع الذي يستطيع أفراده تملك واستثمار الثروات الباطنية وفق القوانين التي تسنها الدولة التي تستطيع المشاركة في الملكية ولكنها لا تملك احتكارها!!
وعندما يريد صندوق النقد الدولي أن يُطبق علينا نفس المعايير الغربية فان عليه أن يُدرك اختلاف الحال عندنا ناهيك عن فشل سياساته في حل المشكلات الاقتصادية لكثير من الدول كما أن فرض إصلاحاته الاقتصادية على بعض الدول المتزعزعة اقتصاديا لم ينتشلها من مشكلاتها بقدر ما عجل في استفحالها وزيادة مستوى البطالة والفقر وزيادة الهوة بين الأغنياء والفقراء والشواهد على ذلك كثيرة في امريكا الجنوبية وأفريقيا وغيرهما!!.
ناهيك عن أن المواطن هنا يدفع رسوما مقابل غالبية الخدمات التي يحصل عليها ولامعنى لأن نفرض عليه ضريبة للدخل لأنه إما سيعجز عن الوفاء بها أو أنها ستكون على حساب وفائه بالتزاماته الأخرى!!
فليترك صندوق النقد مواطنينا بسلام فهم مشغولون بتسديد فواتيرهم ونفقاتهم وليسوا بحاجة لمن يضيف الى همومهم هما جديدا!!
إنتهى
تعليق العمدة: صرنا ملطشة لكل من هب ودب،،، ولسه راح تجينا أيام،،، الله يلطف بينا