نعيم الجنة
يقول الله عز وجل :" أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ،ذخراً له ما أطلعتكم عليه ، ثم قرأ ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون ) . متفق عليه
في صحيح البخاري من حديث سهل ابن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" موضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها "
وكيف يقدر بقدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقراً لأحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه ووصف نعيمها بالفوز العظيم وملكها بالملك الكبير و أودعها جميع الخير بحذافيره وطهرها من كل عيب وآفة ونقص ...
فإن سألت عن أرضها وتربتها ... فهي المسك والزعفران .
وإن سألت عن بلاطها ... فهو المسك الأذفر .
وإن سألت عن حصبائها ... فهي اللؤلؤ والجواهر .
وإن سألت عن بنائها ... فلبنة من فضة ولبنة من ذهب .
وإن سألت عن أشجارها ... فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة لا من الحطب والخشب .
وإن سألت عن ثمارها ... فأمثال التلال ألين من الزبد وأحلى من العسل.
وإن سألت عن ورقها ... فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.
وإن سألت عن أنهارها ... فأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى .
وإن سألت عن طعامهم ... ففاكهة مما يتخيرون ، ولحم طير مما يشتهون .
وإن سألت عن شرابهم ... فالتسنيم والزنجبيل والكافور .
وإن سألت عن آنيتهم ... فآنية من الذهب والفضة في صفاء القوارير .
وإن سألت عن أبوابها وسعتها فبين المصراعين أربعين من الأعوام ولا يأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام .
وإن سألت عن يوم مزيد وزيادة العزيز الحميد ورؤية وجهه المنزه عن التمثيل والتشبيه كما ترى الشمس في الظهيرة والقمر ليلة البدر كما تواتر عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيالذة الأسماع بتلك المحاضرة وياقرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة وياذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ، ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقره ".
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل "