إلى أملي المفقود ..
في عالم الخيال .. بين السحاب والرمال .. جلست وحيدة .. أمام البحر المليء بالمرجان .. وبين الأصداف مختلفة الألوان .. وفي ظلمة الليل .. وتناثر النجوم في السماء .. وأطلاله القمر .. وسكون المكان ..
في هذا الجو أردت أن أمسك بريشتي .. لأكتب بصفيحتي .. كلمات جالت في نفسي .. فأصبحت أبحث عما أخط به أحرفي .. فثارت الكلمات في جوفي كما تثور الأمواج .. وأرادت الخروج .. حتى وجدت مجموعة من الأعواد .. فأمسكت بواحد .. لأشكل به كلماتي على الرمال ..
بدئت بالكتابة .. والإباحة عما جال في الأنفاس .. عن معنى الحب الذي ملئ قلوب الناس .. فأردت معرفة معناه .. فلجأت للبحر .. فهاج وتكبر .. ونظرت للرمال .. فخاف وتعذر .. وأملت بالمرجان .. فسحبه البحر وغادر .. حتى أملي الوحيد .. هاجر .. فانتظرت شهور .. حتى بان المستور .. وعرفت معناه .. فهو الذي يعمر القلوب .. ويتسلل للوجدان .. ليزرع الأمل في الأرواح .. ويعلو بهم إلى السحاب .. فيسكنهم الأعالي وبأمان .. فعلّى الحب بعالم الخيال .......
فتكاثرت الكلمات .. وتخابطت المشاعر .. حتى تكسرت أعوادي .. ووقفت عن الكتابة .. وبقيت ناظرة لما شكلت ..
فما أن يهب الرياح على تلك الرمال .. وما أن يتغير الجو في عالم الخيال .. فتمحي تلك الجمل ولا يبقى سوى أحرف تدهس بالأقدام .. فيختفي أثرها من ذلك السطح الخلاب ..
فما أن أفقت من نومي .. ورجعت إلى عالمي .. وأيقنت أنه حلمي .. وتذكرت واقعي ..
أردت أن أبلغ الناس .. عن معنى الحب السامي .. فأدركت أن من المستحيل علي .. مهما دارت الأيام .. لأن القلوب قد قست .. والأرواح قد نست .. وللنفس قد اهتمت .. وبالبقية قد أهملت ..
حينها أيقنت أني لو كنت على شاطئ البحر .. لكنت فاعلة ما فعلته في حلمي .. ولو وجدت الريشة والصحيفة لما كتبت بها أبدا .. أتعلمين لما ؟!.
لأن تلك الكلمة مكانها عالم الخيال .. وليس لها بالواقع مجال .. ولو كتبت بأعوادها لتكسرت كما تكسر حلمي هذا ....