لم تمر جولة الرئيس الأمريكي الأخيرة التي قادته إلى زعامة الحلف الأطلسي في براغ و إلى رومانيا و روسيا دون أن تتبعها تعاليق و تحليلات "مثيرة للجدل" و متباينة أحيانا، لكن تؤكد أكثر من أي وقت مضى على "القوة العظمى" المهيمنة دون منافس على العالم.
صحيفة "وول ستريت جورنال" هنأت بوش على "انجازاته" في قمة الحلف الأطلسي و بلقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث اتفقا ضمنيا أن "لكل عراقه" – بغداد لواشنطن و غروزني لروسيا" بدعوى – "مكافحة الإرهاب". و نوهت وول ستريت بكون "زعامة" أمريكا هي موضوع الساعة في الحدث الأوروبي اليوم، كون "الفضل" في توسيع الحلف العسكري إلى بلدان المعسكر الشيوعي سابقا يعود لإدراة بوش وحدها. و رغم أن دعم الحلف للقرار الأممي 1441 بشأن العراق لم يذهب أبعد مما تم التصويت عليه في مجلس الأمن، إلا أن "الأهم" حسب الصحيفة "وجود زعامة أمريكية مدعمة بإرادة الإصغاء إلى حلفائها"، الأوروبيين طبعا.
و نقلت صحيفة "كريستيان مونيتور" عن الإدارة الأمريكية تأكيدها على أن "الهدف القومي هو تجميع كما من السلطة يحول دون محاولة أي منافس في العالم تحدينا"، و "لا أحد يمكنه أن يقول أن ذلك مستحيلا" حسب المصدر الذي لم يحدد بالضبط هوية من نقل عنه مثل ذلك التصريح. و يضيف من عنده "موضع القوة سيسمح لنا بنقل قيمنا الاقتصادية و السياسية و الأخلاقية، و هذه هي الأهداف المعلنة لسياسة أمريكا الخارجية منذ منذ أمد بعيد."
غير أن الصحيفة نفسها تطرح تساؤلات "قبل أن يشرع بوش في إعادة ترتيب البيت العالمي"، من مثل :"بغض النظر عن الحاجة الدائمة إلى حلفاء، هل العالم معجب و يرغب حقا بالقيم الأمريكية؟ و هل سيكون العالم في وضع أحسن تحت النفوذ الأمريكي المهيمن"؟ و تذكر "ساينس مونيتور" أن "الساحة الدولية مشكلة من دول ذات سيادة تدافع عن مصالحها. لكن لن يمكنها مواجهة الولايات المتحدة على الأقل فيما يتعلق بمسائل السياسة و الأمن، و هي ترزح تحت سلطة إمبراطورية أمريكية." و عليه، فإن المواجهة – حسب الصحيفة دائما – تكون عن طريق قنوات أخرى، و هو ما يعبر عنه الخبير في جامعة هارفارد جوزيف نيي، بقوله أنه "مثلما حصل للإمبراطورية الرومانية، لن يكون هناك منافسا، بل هجمات عديدة و صغيرة الحجم ستنهك الولايات المتحدة." هذه مجرد "تنبؤات" طبعا!
العرض العادي
