جرعات من الجنون تراود أفكاري ، شبح يخيم في اعماق عقلي ، إحساس في اللاشعور يصدع حياتي . فهاهي الحياة تمشي عشوائي ، لا استقرار في التفكير ، ولا تأمل للعين ، ولا استيطع ايجاد لحظة للتمعن ، ولا اسمع كلمة سويه !
لا تعجب من ذلك ، فأنا فتاة تربت في منزل بسيط تسوده المحبة ، وتصدعه المشاكل ، فتارة مرح وتارة حزن . تجول العادات والتقاليد في عائلتي ، عادات تناقضها مظاهر الناس ، وتقاليد لا أرى لها وجود فقط اسمع عنها ، .
وبينما انا في هذا الزمان !
يدق باب عقلي ، فتحته ، فإذا أفكار غريبه تمد لي يديها ، وتبتسم قائلة
أهلاً بك في هذا العالم .
عقلي :أي عالم تتحدثين عنه ؟
الافكار: عالم الانترنت والفضائيات ، عالم السهر والموسيقى والصوت العذب ، عالم التدخين والشيشه والارقيله .
عقلي: واين يوجد هذا العالم ؟
الافكار : ليس بعيد ، ثمة خروج من هذا البيت ، وذهاب الى المقهى ، عندها ستشاهدين مالم تشاهديه في حياتك .
جالت الحيرة عقلي ، اذهب أم لا ، ينبض قلبي بشده ، خوف يفزعني ، صراخ في داخلي يقول لا ، ولكن ... آه من لكن .
قررت الذهاب لأرى ذلك العالم ، بداية ارتيدت حجابي ، فضحكت تلك الافكار وقالت :
هذا المكان له طريقة مختلفة في هيئة الانسان وملبسه .
فسالت : وماهي هذه الهيئه ؟
اشارت الى بنطال الجنز ، عندها قلت :
ولكني لا امتلكه
قالت : ساعيرك أياه .
ارتديته وخرجت بوضع قماش أسود على كتفي ، مزخرف بفصوص ورسومات ملونه ، وذهبت الى المقهى ، فإذا بشباب من حولي ، ذلك يغمز ، واخر يصفر ، وانا خائفه ، والافكار في داخلي تقول :
لا تخافي تقدمي واطلبي ما تريدين .
شاب يرمي ورقة على الارض بجانبي ، سالت عقلي :
ماهذ الورقة ؟
الافكار : خذيها انها لك ، لقد اعجب بهيئتك ، وقلبه نبض حبا لشخصك .
التقطت الورقه ، فإذا برقم هاتف ، واسم خالد .
أخذت الورقه ووضعتها في حقيبتي ، وجلست على كرسي ، وتقدمت احدى الفتيات الى ، وسالتني :
هل انتي ليلى ، طالبة في الجامعه ؟
قلت نعم ، ومن تكوني انتي ؟
قالت : انا مرام ، زميلة لك في القسم ، ياترى ما الذي اتاك بك الى هنا ؟ واين عائلتك ؟
ليلى: والدتي في حفلة عرس ، اما والدي فهو مسافر ، ولقد اتيت الى هنا مع السائق .
مرام : هل تنتظرين أحد ؟
ليلى: لا.
مرام : اتسمحين لي بالجولس معك .
ليلى : اكيد تفضلي ، ماذا تشربين ؟
مرام : لا لا اشرب شيء ، فقط اريد ارقيله .
تساءلت في داخلي ، ماهي الارقيله
الافكار : جربها ، ولن تندمي .
أتى النادل ، وطلبت مثل ما طلبت مرام .
وبعدها اصبحت مرام صديقتي المفضله ،و عدت الى البيت .
وبينما انا ارتب حقيبتي ، رايت الورقه ، عندها
الافكار: اتصلي عليه ، فهو ينتظر مكالمتك .
اتصلت عليه ، وتعرفنا واصبحت اعشقه .
وجلت المدينة أنا وهو ، فكنا نخرج سويا ، علمني امور لم اكن اعلمها .
فأصبحت اخذ دروس من مرام ، واخرى من خالد ، وثمرة دراستي منهما :
طردي من الجامعه
مدخنه
زانيه
واستمرت حياتي بعشيق ، وأصدقاء ماكرين ، ودخان .
وهذا حال كل فتاة أخذها التيار وجرفها في غمضة عين ، فلا عقل مفكر ، ولا قلب مطمئن .