فراغ يملئني بدون أسباب حاله غريبة من الجمود تتملكني ....تسيطر علي .
لا أستطيع التفكير في أي شي, لا أفكار لا وساوس لا شي !!
قلت لنفسي لأحاول أن أعتصر عقلي و أن اكتب كل ما أستطيع أفكر فيه لأستطيع الوصول لحل لمعضلتي التي أرقتني ليالي عديدة .
الفراغ الذي أتكلم عنه أحس به في مكان قلبي بشكل مركز ...
لا اسمع له نبضات ولا اشعر بأي إحساس !!
تبلد غريب وكان قلبي انتزع من مكانه ؟!!
لقد تعمدت أن أتكلم بصراحة لأكون عبره لنفسي ولغيري من البشر وما اكتبه أمامك شي واقعي مررت به وأتمنى أن تعتبر صديقي ....
بدأت حالتي قبل ثلاث سنوات ونصف .. أنا من سببها بدون قصد ولا إدراك مني
إحـــــدى علاقاتي مع النســــــاء دمرت حياتي وغيـــرت شخصيتي بشكل رهيب
لم تكن علاقتي تلك عابره بل كانت هي العلاقة الاساسيه في حياتي ومحور تحول
ومنعطف قوي مرت به دنياي .
لكي تكون الصورة أوضح لك صديقي سأشرح لك مانوع العلاقات التي كنت ابحث عنها . لقد تعمدت تهميش الناحية العاطفية في أي ارتباط حصل لي بحجه إنكاري لوجود ما يسمى الحب . وبعذر بحثي عن صداقه.
مجرد صداقه مع الجنس الآخر .
في احد مراحل تجاربي العاطفية العديدة تعرفت على إنسانه مختلفة عن من سبقها من أخريات .
مع أنني في البداية وضحت ما أريد من هذه العلاقة ووضحت بحثي عن صداقه لا أكثر ولا اقل.
لم تمانع كغيرها في البداية مع معرفتها بعلاقاتي مع العديد من النساء وقت لقائي بها لا اعرف لماذا قبلت بذلك ولن اعرف ابدآ .
مع ازدياد معرفتي بها ازدادت رغبتي في معرفة المزيد . حملت شخصيتها الكثير من الغموض في جوانبها ومع ذلك أعجبت بصراحتها وعدم ترددها في إجابه أي سؤال شخصي عنها . وبادلتها الصراحة ولم اخفي عنها أي شي .
كنت واضحاً جدا معها ولم أمارس أي ألاعيب مارستها مع غيرها لأحاول إيقاعها في شباكي .
على الرغم من وضوح علاقتنا وابتعادها تماما عن السرية , اتفقنا على عدم البوح بأسمائنا الحقيقية فقط واستخدام أسماء مستعارة .
مع استمرار علاقتي بها بدأت أهمل غيرها من نساء وكل نقاش كان يحصل بيننا كان يزيد من احترامها ويجدد إعجابي بها .
كان بيننا الكثير من القواسم المشتركة التي وطدت معرفتنا ببعض أكثر فأكثر .
لا زلت رغم استمرارنا لأكثر من السنة والنصف محافظا على مبادئي السابقة برغبتي لصداقه فقط وإنكاري لحقيقة مشاعري تجاهها .
كنت أعيش صراعا مع نفسي وكان لابد من وضع حد لذلك .
لم اعد احتمل أحاديثنا الودية ونقاشاتنا عن مواضيع اجتماعيه بسيطة لا تكون إلا بين الأصدقاء فقط .
قررت أن انسحب من جميع علاقاتي السابقة وان أهب وقتي وتفكيري لها .
لها فقط .
لأنني كلما حادثت غيرها ابدأ في المقارنة بين من احدث وبينها وكان الفرق في التواصل شاسعا , كالفرق بين الشرق والغرب .
أصبحت الآن حرا من غيرها ومملوكا لها .
أخبرتها بذلك بأنني لا اعرف غيرها الآن وأنني لا أريد سواها كصديقه لي .
لم استطع أن أقول ماقلت بغير كلمه صديقه .
كنت خائفا ومترددا وأردت التأكد من مشاعرها تجاهي قبل أن أتقدم واندم.
صدمني برود ردها على ما قلت .
قالت إن هذا الشي يعود لاختيارك وتذكر أنني لم اطلب ذلك بل إنني لم أمانع
به من البداية ........
بردها الغير متوقع , أكملنا سنتين سويا .
لأكثر من ثلاثة أشهر لم استطع النوم وشغل بالي الكثير من الأفكار والافتراضات التي كادت أن تجرني إلى حافة الجنون .
قررت أن اختبر علاقتنا وأخاطر ...
قلت لها انني سوف انقطع عنك لمده تزيد عن الشهر بسبب ظروف عملي .
لم تقتنع بكلامي ولكن وافقت بالإيجاب .
انفصلنا مؤقتاً لمده تزيد عن الثلاثة أشهر . تعمدت أن أزيد المدة لأزيد من حده الانفصال بيننا .
بمجرد انتهاء الأشهر الاربعة بادرت هي بالسؤال عني .
تنفست الصعداء لذلك .
وتجدد حماسي بوجود أمل في أنها تكن بعض المشاعر التي لم تبح لي بها .
أحسست باختلاف في اسلوبها وبشوق في كلامها معي .
وزاد ذلك من إصراري على الاعتراف بما يفور في داخلي .
لم أجد الجرأة لمصارحتها ...........
كلما ازداد تأخري عن إخبارها بعشقي المجنون لها كلما بدأت تتوتر علاقتنا .
بدأت أحس أنها تنتظر مني مجرد لمحه وان الخوف بدأ يداهمها بأنني لا اهتم لها وإنها مجرد شخصيه أخرى سابحة في بحر مغامراتي .
بدأت أحس بنوع من الانفعال في تصرفاتها .
وحصل ما لم أكن أتوقعه منها . زادت حده النقاش في احد المواضيع بيننا على الهاتف وأقفلت السماعة في وجهي .
عندها قمت بإرتكاب اكبر خطأ قمت به في حياتي وطلبت منها ان ننهي علاقتنا وأن نفترق إن لم نستطع التفاهم بهدوء ظنا مني إنها سوف تعتذر وأننا سوف نعود لسابق عهدنا .
لكن ظني خاب للأسف . وأخذتني العزة بالإثم وقطعت كل صلتي بها .
لم تكن بداية معرفتي بها هي محور حياتي ولا ماغير شخصيتي للأبد وقتل قلبي وانتزعه من مكانه واحرقه .
لا .....
بل نهاية علاقتنا ......
قد تستغرب صديقي من ما أقول ؟!!
لكنني تحطمت بعد افتراقنا لأنني لم اعرف ما كانت تعني لي فعلا وان جميع براكين أحاسيسي الثائرة لاتكوٌن مجرد ذره رمل في إعصار حبي لها ولا نجم صغير في سماء عشقي لها .
مرت قرابة السنة منذ افتراقنا .
لا أقول أنني نسيتها أو إنني توقفت ولو للحظه عن حبي لها ..
لن أنساها مهما حييت .
ليست هي من قتل قلبي بل أنا من طعنه ليموت ولكي لا يحس اضعف إحساس تجاه غيرها .
صديقي ..
في هذة الحياة ...
لا أريد الإحساس ولا أريد الشعور .
أتمنى بعض الهدوء مع ذكرى لها .