المطر يعبثُ بالتفاصيل فيّ وفي الأشياء !
لا أكدُ أنفصلُ عن ذاتيّ أكونُ قطرة مطر في هذه المنظومة الكبيرة , أكون أنا المنظومة والمنظومة أنا يذوبُ جسديّ في الطرقاتِ والأزقةِ يغسلها من تلوث أصابها ما يلبثُ إلاّ أن تبؤ أعماله بالفشل !
لأنَّ النظافة شيءُّ مستحيل ترفضه القلوب كما ترفضه الأزقة كم هذا مؤلم !
على كلٍ لا نملك إلا أن نعمل وَ على الله العوض !
للتو وقبيل صلاة الجمعة رأيتُ رجلاً يحملُ منشفة كبيرة جداً يُبعد المطر عن باب منزلهم و المطر يستمر بالهطول و بشدة ! , يا إلهيَّ ما هذا الصراع الإنساني لنفي المطر إلى حيثُ يعود مرةً أخرى !
بالأمس تسخرُ مِنا ذرةُ غبارٍ تسكن صدورنا بالقوة و بلا سابق إنذار ..
و اليوم ندافعُ المطر لا تعود !
تعود أيها المطر ..
إن هذا الإنسان أسطورة الرفضِ في هذا الكونِ يرفضُ كُل شيءٍ حتى ذاتهُ !
و الآن ها هيّ ذاتي ذاتُّ آخرى لا تعودُ ..
وتموت كما تنتهي الأشياء التي لم تبدأ بعد ..