لَيسَ هُنَاكَ شَيء فِي الوجُود أفضَل من مَرحَلَة الشَّبَاب الَّتِي يَكُون فِيهَا المَرء ..
بِكَامِل عَافيَته وعَطَاءَاته وَنَشَاطُه لِذَا لانَستَغرِب حِينَمَا نَرَى رَجُلاً يَقُول ليت الله ..
يَاخُذ رُوحِي وَأنَا بِكَامِل عَافيَتِي ليسَ لِشَيء فَقَط كَي لايَكُون عِبئاً عَلَى أهله
ونَاسه ..
لِكَي لايُحَمِّلهُم فَوق طَاقَتهُم ولَو أنّهُم خَدَمُوه لَن يَرِدُّو جُزء من فضله عَلَيهُم
وَيَختَلِف الأبنَاء وَهُنَا أدخُل إلَى جَادَّة المَوضُوع وَصُلبه عَن بَعضهُم ..
فَمِنهُم مَن يُكَرِّس وَقته وَجُهدُه بَل وَيَبذِل الغَالِي النَّفِيْس لِرِعَايَة المُسِنِّين من وَالِدَيه
مِنهُم مَن يَضرِب بِهُم عَرض الحَائِط كَأنّ لَيسَ لَهُم فَضل عَلَيه وَأنَّهُم لَم يَكُونُو سَبَبَاً
بوجُوده فِي الحَيَاة فَسَألتُكِ بِحَق السَّمَاء ألَيسَ هَذَا مُؤلِمَا أستَاذَه قَدِيرَة (مُرهِفَة)
حَسَنَاً !!
يَعنِي رَأينَا كَثِير من الشَّبَاب مَعَ الأسَف يَتَحَيَّن الفُرصَة الَّتِي يَمرَض فِيهَا وَالِدَه
وَيَمُوت كَي يَرث مَالَدَيهِ من أموَال وَخِلافه فِي حِين نَرَى آخر يُضَحِّي فِي مُستَقبله
فِي كُل البِعثَات وَالدَّورَات الَّتِي يَحصُل عَلَيهَا من جِهَة عَمَله من أجل أن يَكُون ..
قَرِيب من وَالده ( المُسِن ) .. فَشَتَّان مَابَيْن هَذَا وذَاك!!
وَأكثَر مَايُؤلِمنِي أؤلئِكَ ( المُسِنِّيْن ) الَّذِينَ رَمَوا بِهُم ابنَاؤهُم فِي دَار العَجَزَة..
وأفنَو فِيهَا سَنَوَات طِوَال دُونَ أن يُكَلفُو أنَفسهُم عَنَاء السُّؤال عَنهُم دُونَ أن يَعلَمُو
مُجَرَّد عِلم مَاإذَا أكَلُو أوشَرِبُو مَاإذَا كَانُو أصِحَّاء أومُرَضَاء مَاإذَا كَان يَنقِصهُم شَيء
أو لا؟
يا الله مُؤلِم جداً حِينَمَا تَرِي ذَلك ( المُسِن ) ولَدَيهِ سِلسِلَة من الأبنَاء ..
وَلَكِنَّهُم غير مُهتَمِّين بِهُم .. غَير سَائِلِين عَنهُم فَمِن لَهُم؟
المُشكِلَة أنَّ هَذَا ( المُسِن ) حِينَمَا يَختَارِه الله حِينَمَا يَنتَقِل إلَى الرَّفِيْق الأعلَى..
نَجِد هُنَاكَ حَرب ضرُوس بَينَ صفُوف الأبنَاء من أجل الفَوز بِأكبَر حِصَّة من الإرث
من أجل الحصُول عَلَى أكبَر نَصِيب من التَّرِكَة ومن أجل كُل ذَلك وَغَيرِه كَثِيْر!!
يَعنِي الإنسَان مِنَّا يَمتَن ..
لإنسَان قَدَّم لَهُ قَدَحاً من المَاء البَارِد فِي فَصل الصَّيْف يُقَدِّم لَهُ الشُّكر وَالثَّنَاء
وكُل صنُوف الإمتِنَان..يَقُول لَهُ شُكراً يَاقَلبُوا عَلَى مَاقَدّمته لِي عَلَى مَا أعطَيتَنِي إيَّاه
شُكراً لأنَّكِ بَلَّلت عرُوقِي بعدَ أن أوشَكَت عَاى الجَفَاف ..
شُكراً لأنَّك جَعَلت الدَّم يَسرِي ..
فِي شَرَايينِي بَعدَ إن أوشَكَ عَلَى الوقُوف شُكراً لأنَّكَ لَمْ تَنسَنِي من خَيرَاتُكِ الوَفِيْرَة
يَلِّي خَصَّك الله بِهَا !!
نَقُول لَه ذَلك من أجل حُفنَة مَاء قَدمهَا وَهِيَ لَمْ تُكَلِّفهُ شَيئاً تَخَيَّلِي لَمْ تُكَلِّفهُ شَيئاً
إذَاً مَابَالُكِ بِآبَاءُنَا يَلِّي أفنَوا سِنِي عُمرهُم فِي تَربِيَتنَا وَأحسَنُوا فِيْهَا؟
مَابَالُكِ وَنَحنُ منذُ ابصَرنَا النُّور وَهُم يُدَارُونَا وَيَصرفُون عَلَينَا دِمَاء قلُوبهُم من أجل
أن يَرُونَا أفضَل النَّاس وَأعَزّهُم؟
فَمَابَالُكِ وَهُم يَأخذُونَا من مَشفَى إلَى آخَر..حِينَمَا نَمرَض وَحِينَمَا يَشتَد بِنَا المَرَض
وَنَكُون طَرِيحِي الفُرَاش غَير قَادرِينَ عَلَى الحِرَاك..بَل وَمَابَالُكِ وَهُم يَأخذُونَا ..
مِن بَلَدٍ لآخَر وَيَجُوبُونَ بِنَا أرض الله الوَاسِعَة من المُحِيطُ إلَى الخَلِيْج عَلَى أمَل !!
أن يَجدُوا طَبِيباً عَلّه يَشفِينَا بَعدَ الله .. عَلُّه يُرِيحُِنَا مِمَا نَحنُ فِيهِ من سُقْمٍ وَآلامٍ ..
لايَحتَمِلهَا حَيَوَان أعَزَّكِ الله فَمَا بَالُكِ بإنسَان؟
/
/
إنتـَــر
القديرة ( مُرهِفَة الإحسَاس ) !!
ما أروع قارب الحياة ..
حينما تكون وجهته ..
مكاناً ..
تتحقق فيه احلامنا ..
فضاءاً ..
يتَّسِع لحُبّنا ..
اجواءاً ..
لاتصلح سوى لنا؟
/
/
ما اعذب قارب الحياة ..
حينما تكون نهاية رحلته ..
مكاناً ..
تكمِلُ فيه سعادتنا ..
لقاءاً ..
تكتحِلُ فيه اعيننا ..
تسكن فيه ارواحنا ..
وقلوبنا؟
/
/
ما أجمل قارب الحياة ..
حينما تكون مهمته ..
ايصالنا ..
لبوابة مستقبلنا ..
تسليمنا ..
مُفاتيح منزلنا ..
تأكده ..
من سلامة وصولنا؟
/
/
بل ما اعذب قارِب الحياة ..
حينما تكوني ..
انتِ ..
رفيقة دربها ..
انتِ ..
سِر سعادتها ..
انتِ ..
بطل رِوايتها ..
مهما طال امدها؟
.