مَسَاء الخَير أستَاذ ( أسِيْر ) ..
( بونشَاك ) مَدِينَة جَمِيْلَة .. مَكَثتُ فِيْهَا خَمسَة عَشَر يَوم من اروَع الأيَّام ..
مَدِينَة تَشعُر فِيهَا بإرتِيَاح نَفسِي .. ويَكفِي الأمطَار الغَزِيرَة الَّتِي ومن كبر حَجمهَا
تَشعُر بأنَّ الّذِي سَقَطَ عَلَى رَأسُكِ ( حَجَر ) وليسَ زَخَّت مَطَر ..
من يَرَى ( الخَادِمَات )الأندنُوسِيَّات الفَقِيرَات فِي وطَنَّا يَعتقِد أنَّ بَلَدهم يَخلُوا ..
من كُل مقَوّمَات الجَمَال بَينَمَا هُوَ عَكس ذَلك ..
بَل تُوجَد لَدَيهُم جَمَالِيَّات لاتُوجَد لَدَيْنَا ..
بَلَد تَمَيَّزَة بالطَّبِيعَة الَّتِي أوجَدهَا الله سُبحَانه وَتَعَالَى .. وَمَنظَر الغيُوم الَّذِي تَرَاه
حِينَمَا تَصعَد لإحدَى الجِبَال الرَّاسِيَات .. تَشعُر وكَأنَّكَ تَطِلُّ من نَافِذَة طَائِرَة..
وَتَنظُر إلَى سفُوح الأرض فِي مَنظَر بَدِيْع لِلغَايَة ..
ويَكفِي أرضهَا الزرَاعِيَّة الخَضرَاء وَأشجَارهَا ذَات الطُّول الفَارِع كَمَا هُو الحَال
فِي منطَقَة الجَبَل أو مَايُسَمِّى بِمنطَقَة ( بُوقُور ) .. وَأنصَحك أستَاذ ( اَسِيْر ) ..
حَالَمَا تَسنَح لكَ الفُرصَة بِالسَّفَر إلَى أندُونِيسْيَا أن تَطلُب ( مَوْز ) ..
حَقِيقَة الأمر .. فَأنَّ ( المَوز ) الأندنُوسِي يَختَلِف كُلِّيَّاً عَن ( المَوز ) فِي شَتَّى
بِقَاع الأرض وَالمَعمُورَة ..
( مَوز ) تَجده صَغِير وَقَصِير القَامَة مثلهُم ( مَوْز ) تَجده صَلب قَلِيلاً مُقَارِنَة ً
بِالمَوز فِي الخَلِيج وَلَكنّه لَذِيْذ للغَايَة .. وَكُلَّمَا مَضَغته بَأسنَانُكِ البَيضَاء النَّظِيْفَة
كُلَّمَا إشتَقت لَهُ أكثَر .. وَكُلَّمَا أعطَاكَ المَزِيد من طَعمه اللذِيذ ..
الَّذِي تَبحَثُ عَنْه وَتُتَوَّق إلَيهِ ..
صَحِيح انَّه غَنِي بِالسُّكَّرِيَّات ولَكِن لِمَ لا طَالَمَا أنَّهَا سُكَّرِيَّات طَبِيعَة تُغَذِّي أجسَامنَا
دُونَ أن تُلحَق بِهَا أيْمَا ضَرَر؟
وَإن كَانَ هُنَاكَ من نَصِيحَة أسدِي بِهَا إلَيكَ فَحَذَار من بَائِعَات الهَوَى العَارِيَات
اللوَاتِي يَنتَشِرنَ عَلَى جَنِبَات الطَّرِيق بَعدَ مُنتَصَف الليْل ..
وَيَتَرَبَّصْن لِكُل شَاب خَلِيجِي بِالذَّات كَمَا أحَذِّركَ من الإفصَاح عَن إسم وَالِدَتُكَ
حِينَمَا تَسألُكَ إحدَاهِن عَنه..أو أنَّهًَا وَفِي غَفلَة من أمركَ تَقطِف خُصلَة وَاحِدَة
من شَعَر رَأسُكَ .. لأنّ هَذَا كَافِياً لِيَجعَلُكَ ( أسِيْراً ) لَهَا ..
وطَوع أمرِهَا دُونَ إعتِرَاض عَلَى كُل مَاتَطلبه مِنْكَ وَالعِيَاذ بِالله .. فَهَل تُفسِد
رِحلَتُكَ ( الإستِجمَامِيَّة ) المُمْتِعَة من أجل هَؤلاء الحُثَالَة من البَشَر؟
/
/
إنتـَــر
الا يكفي انك الامل ..
المزروع بداخل والديك؟
الا يكفي انك البسمة ..
المعلقة لحين عودتك؟
الا يكفي انك الامل ..
الذي ينتظره الوطن؟
الا يكفي انك ابن اليوم ..
اب الغد ..
فخر الوطن؟
الا يكفي ان الكل ينتظرك ..
ليهنئوك بالعودة؟
بل الا يكفي كل ذلك وأكثر ..
لتعرف كم انت غالٍ ومهم ..
ليس على والديك فَحَسب ..
بل علينا نحنُ أيضاً؟
.