( الودَاعُ ) ليس شكلاً واحداً ولا ثلاث أنواعاً كما قد رَمَيتَ بل أكثر من ذلك بكثير وكثير ..
وكذلك الحرمان ليس صورة واحدة ايضًا .. إنه أشكال وصورة متعددة ..
اما القاسم المشترك لـ ( الودَاع ) فهو ذلك الألم الذي يتركه بداخلنا .. ذلك الشعور
بالحزن الدفين الذي يلازمنا بصفه دائمة أحياناً او ذلك الشعور بعدم الاحساس بطعم الحياة
رغم ما نسمع من غيرنا عنها وعن سعادتهم بها؟!
من المؤكد ان الحياة حلوة ولكننا حينما لا نحس بطعمها كما يجب ..
وحينما نشعر أننا غرباء وسط اهلنا وأقربائنا .. فهذا قد يعني فيما يعنيه اننا لا نشعر بهم
ولا نحس بوجودهم رغم اننا معهم تحت سقف واحد وهذا راجع الى ان الكثير من هؤلاء
لا يحاولون ان يتقربوا منا ويسألوا عنا وعن احوالنا .. لا يحاولون ان يعرفوا ما بنا؟!
إن ( الوداع ) الذي نحنُ عليه ليس بالضرورة ان يكون خسارتنا لقريب او صديق ..
نتيجة وفاة او رحيل فحسب!!
بل ان هذا ( الودَاع ) يعني لنا خسارتنا لأشياء ضرورية .. ومهمة بالنسبة لنا؟!
خسارتنا لمشاعرنا الصادقة.. ومقاومتنا القوية للتصدي لمن ينال منها ويقلّل من قيمتها
وصفائها!!
خسارتنا لكرامتنا التي نراها تُسلب منّا من اقرب الناس إلينا دون ان يكون في مقدورنا
عمل اي شيء؟!
خسارتنا لذلك الحب الكبير الصادق الذي ظللنا نبنيه ونرعاه لسنوات طويلة واذا بغيرنا
يهدمه في لحظات دون ادنى مسؤولية او احساس .. ومايقال عن ( الوداع ) ينطبقُ ..
على الحرمان بصور مختلفة!!
خذ مثلاً حرماننا من ابسط حقوقنا الانسانية المتمثلة عن اخذ رأينا فيما يهمّنا ..
حرماننا من ان نمارس سلطاتنا .. لأن هناك من يعتقد أنه اولى من تلك السلطات ..
وليس لغيره ان يعترض او يفتح فاهُ .. كونه هو الوصي علينا أو المسؤول عنا ..
والسؤال الاهم والذي يطرح نفسه في مثل هذه الظروف هو ..
ماذا نعمل نحنُ .. وكيف نتصرف؟!
والجواب هو ان نكون نحن .. ان تكون أنتَ هو وأنتِ بجمالك الداخلي الذي حباكَ الله به
بروحك الحلوة التي استطعت ان تكسب بها الآخرين .. وتجذبهم نحوك .. وتعلقهم بك
بابتسامتك الخجلة التي تنسي الانسان همومه بل حتى بغيرتك الشديدة التي تُشعر غيرك
بأهميته وتضفي عليك جمالاً من نوع آخر يجعلك تُضفي على ذلك الدلال الذي تتصف به
وتنتمنى إليه دلالا لايُشبهه دلال؟!
فأنا وانت بحاجة لان نغيّر مفهومنا للكثير من الاشياء التي حولنا!!
بحاجة لان نضفي عليها بعداً جمالياً .. مهما كان مفهومنا لها مفهوما قاصراً!!
أنظر لأسمك مثلاً ( صَادِقُ الإحسَاس ) ..
أمعن النظر فيه .. حاول أن تبحث عن الاشياء الجمالية بداخله عن الاشياء الحلوة ..
التي يتضمنها وإن لم تشعر بذلك سِـل نفسك لمَ يحبني شخص ما .. لِمَ يحاول ارضائي
لماذا يخاف عليّ لماذا يستقبلني في كل مرة بالأحضان والشوق واللهفة وكأنه يراني
لاول مرة؟!
ايمكن ان يكون ذلك مجاملة .. كلاّ ابتعد عن القول بأنها مجاملة او حتى التفكير بها
لأن المجاملة لا تدوم .. لأن الأقنعة المزيفة تزول وأن طال امدها!!
فمن يحبك ويعزّك بصدق .. سوف لن يجاملك باستمرار .. لانه لا ولن يستطيع ذلك ..
انه سوف يكون مرغماً على ان يقول الاشياء والصفات الحلوة التي تتصف بها ..
لانه لا يستطيع مقاومة اغرائها .. بل لابد له ان يبادلك الثقة بثقة اكبر والابتسامة ..
بابتسامة اجمل .. والاحترام بإحترام اكثر بل والحب بحبٍ أروع فماذا اكثر من ذلك؟
انت ومعك حق في كل ماتفكر به ..
قد تشكك في تلك الصداقة او العلاقة وبالذات من الطرف الآخر ولكن هناك مؤشرات
سوف تبرهن لك مدى صدق ظنك من خطئه؟!
ما أريد أن اقوله اننا يجب ان نفعل شيئاً جميلاً لأنفسنا .. قبل ان يفعله الآخرون لنا ..
صحيح انني انا وانت بحاجة لمن يرسم لنا معالم الطريق بخطوط واضحة ..
ولكننا ينبغي ان نُشعر هذا الانسان الذي نتوقع منه مساعدتنا او الوقوف بجانبنا ..
لابد ان نشعره برغبتنا الاكيدة في التغيير .. لا بد أن نُشعره عملياً اننا على استعداد ..
لفهم ما نريد وتقبّل ماهو صعب علينا ..
لان هذا الانسان سوف لن يبخل عليك بأي شيء تتوقعه لانه لمس فيك الصدق ..
وشعر ناحيتك بالارتياح .. وأحسّ بثقته الغالية فيه فهذا اقل شيء يردّه ..
لاحياء الامل داخل الامل نفسه .. بل لا نستغرب ان تسطر بيدك كلمات تقول فيها!!
تتوارى عبارات العرفان والشكر بخجلٍ بالغ .. لمن اعطاني الكثير من وقته الثمين ..
وجهده الكبير؟!
لاتستغرب على نفسك حينما تقول .. لقد كانت نظرتي لك عميقة ولكنها الآن أعمق
ولقد كان احترامي لك عظيماً .. ولكنه الآن اعظم .. فأنت قد جـدَّرتَ الثقة بي ..
وجعلت احساسي تجاه ما يكتب يقيناً فقد دللتني على الخير ومنحتني الامان حيث لا أمان
وأرشدتني لدروبٍ من شأنها سعادتي .. ومددت يداً نحوي صافحت سُوَيداءُ القلب؟!
وكل ذلك بحديث هادىء أخي ( صَادِقُ الإحساسُ )!!
وقد تتساءل .. فكيف بالله أجازيكَ .. وهل في مقدوري رد الجميل .. وحينها سوف تسمع
اجابة واحدة نعم بامكانك ذلك امَّا كيف؟
بأن تبتسم وتشكر الله ولاتنساه من دعائك .. فهل تعاهده على ذلك أم انه مجرد كلام ..
ووعود؟!
/
/
إنتـَــر