كما ذكرتَ .. سوفَ أبدِعُ في مواضِيعِي .. وأحسِنُ في ردُودِي .. وأقدِّمُ كُل مالدَيَّ ..
ولن يغرني فهمي .. ولن يهينني جهلي .. ولن أ نتظِرُ شكر أحد ..
ولكن الأجواء وهذا عن نفسِي .. والتي كنت أعيشها ككاتب في منتدياتٍ شتَّى ..
وربما غيري من ( الأعضَاء ) والكُتَّاب ايضاً .. وعلى مدَى سنين طوال من عُمرِي ..
هي أشبه بحالة ذلك المصور الفوتوغرافي المغامر بحياته ..
من اجل تصوير اجواء الحرب التي يشارك فيها بحكم مهنته كمصور ..
من اجل التقاط صور حية مؤثرة .. او اشبه بحالة ذلك الكَاتب المرافق للجنود ..
في رحلتهم الحربية والجالس جلوس القرفصاء في احد الخنادق .. كلاهما يريد ان يرسل
لـ ( مُنتَدَاهُ ) عمله اولاً بأول ..
فهذا المصور يريد ان يصور للعالم ما يحدث من أهوال الحرب من مآسٍ دموية ..
ومن كوارث انسانية .. من خلال الصورة التي هي ابلغ تاثير .. والصحفي الآخر ..
يكتب تقريره المفصل عن كل ما يجري في المعركة كي يرسله الى ( مُنتَدَاهُ ) اولاً ..
بأول؟!
كي ينشره في اليوم التالي ان لم يكن في نفس اليوم كي يرسم بقلمه لوحة الخير والشر
لوحة فريقي الحرب ..
كلاهما في مهمة عمل .. ولكنهما في حالة هلع وتوتر وقلق دائِم ..
خوفاً من قذيفة تسقط عليهما .. أو خوفاً من لغم ارضي يصطدمان به فيقذف بهما بعيداً
في السماء فيحيلهما اشلاء متناثرة؟!
بإختصار .. هما في حالة من اللاتوازن وعدم استقرار .. نعم هكذا هي حالتنا التي عشناها
ولازُلنَا نعيشُهَا في عالم ( المُنتَدِيَات ) حيث الترقب والخوف من المجهول الذي لا نعلم ..
ماذا يخبئه لنا والذي لا يعلم حقيقته ومدى اثره سوى الله عز وجل ..
ولعل الفرق ربما بين ( العضُو ) أو الكاتب وذلك المصور او الصحفي هما انهما يعيشان
في حالة الحرب الحقيقية لحظة بلحظة تحت وقع المدافع وأصوات الطائرات ..
اما ( الكَاتب ) فانه يكاد يكون مشلول الحركة مقيد اليدين لم يعد قادراً على التفكير ..
ولا يعرف كيف يبدأ ولا من اين؟!
يريد ان يتفاعل مع ما يجري حوله ولكنه يعجز او يتردد لان الواقع من حوله مؤلم ..
لا يمكن تصوره او تخيله او الكتابة عنه بسهولة .. تـُرى هل يمكن اعتبار الامتناع
عن التعبير عن هذا الحدث نوعاً من التجاهل واللامبالاة .. ام أنه نوع من السخط ..
والاعتراض على ما يجري وعدم الرضا عنه؟!
اترك الاجابة لك أخي الأستاذ القدير ( سَيْف العمُور ) .. فما عاد المنطق هو المنطق ..
ولا العقل هو العقل؟!
قد تنزعج اخي ( سَيف ) من هَيك حدِيث وربما تكتئب كونه حدِيث يغلب عليه التشاؤم
ويثير الاحزان ويقلّب المواجع ومعك حق في شعورك هذا ولكن هكذا هي الحياة والظروف
لا تستقر على حال ولا تدوم والدوام لله عز وجل؟!
تـُرى ماذا بيد ( العضُو ) الذي تطرَّقتَ إلَيهِ ان يعمل في ظل اجواء متوترة ومشحونة بالقلق
من مجهول تتوقع حدوثه ولا تعلم متى يحدث؟!
اجواء مشحونة بالقلق .. تحسباً لأي ( إنتِقَادَات لاذِعَة ) توجه إلَيكَ من ( عضُو ) جاهل ..
قد تكون نتائجها اكثر مما نتصورها .. وأكثر من ان نحتوي آثارها السلبية؟!
كيف لـ ( العضُو ) ان يمارس ابداعاته الفكرية وليس هناك استقرار فكري لديه اصلاً ..
نتيجة تشوشه وعدم إستقراره النفسي .. نتيجة هذه الاجواء المقلقة والمتعبة؟!
كيف له ان يدعو غيره للتفاؤل والواقع الذي امامه عكس ذلك؟!
كيف يمكن له ان يدعو غيره .. لأن يعيشوا في اجواء أحلام جميلة بريئة وهو يعلم ..
انها كوابيس مزعجة وفظيعة؟!
كيف يمكن له ان يمارس حقه في ممارسة راحة البال .. والبال نفسه مشغول بأمور اكبر
من طاقته الاستيعابية .. واكثر من قدرته التحملية؟!
كيف يمكن لهذا ( العضُو ) ان يطالب غيره بأن تعم الفرحة قلبهم .. وترتسم الابتسامة ..
على شفاههم وهو يرى هذه الفرحة توأد في مهدها وتلك الابتسامة تخرج باهتة ..
بفعل ما يمارس بحقها من تشويه ومسخ لصورتها الطبيعية الجميلة البريئة؟!
وكيف لهذا الانسان ان يعيش في هدوء وسلام .. والآخرون من حوله لا يريدون ذلك ..
نعم كيف يمكن لهذا ( الكَاتب ) ان يستنشق هواءً نقياً بريئاً .. وهو يرى هذا الهواء ..
من حوله يلوث بالحقد .. ويدنس بالكراهية؟!
شيء فظيع .. ان تحتبس انفاسك بداخلك تحسباً لمكروه سوف يحدث؟!
شيء مؤلم .. ان يُغتال الامل بداخلك .. وهو الذي مايزال طفلاً بريئا يتشوق للحياة ..
ويندفع إليها؟!
شيء قاسٍ .. ان تنتظر مصيرك المحتوم من عدوك دون ان يكون لك ابسط اساليب المقاومة
والدفاع عن النفس؟!
شيء مؤلم .. أن ترى عدواً لك .. ما من صداقته بدُّ؟!
ترى هل حانت اللحظة التي نستطيع ان نتنفس فيها الصعداء .. بعيداً عن كبت الانفاس ..
واللعب بالاعصاب؟!
هل هذه هي الحياة الكريمة .. التي ينشدها الانسان المسلم؟!
هل هذا هو الغد المشرق .. الذي كنا نوعد به وينتظرنا؟!
وهل هذا هو الحلم .. الذي ننتظر تحقيقه على ارض الواقع؟!
تساؤلات وتساؤلات كثيرة في دواخلي وحسبي ما ذكرت .. ففيها ما يكفي لحزن دهر كامل
ولكني ارجع مرة اخرى وأتساءل وعلى مضَض .. تـُرى هل انجلت الغيوم؟!
وهل ذهبت المخاوف والوساوس .. وهل اصبح من حقنا ان نعيش في كرامة؟!
هل أتى اليوم الذي يحق لنا فيه ان نحلم بهدوء .. ان نعيش بسلام .. ان نختار من نريد ..
ان يكون حولنا من نرغب .. ان يكون بصحبتنا وبجانبنا دون خوف أو تردد؟!
هذا ما ندعو الله ان يحققه لنا .. فهو القادر على كل شيء .. وأسأل الله حُسن الختام؟!
/
/
/
إنتــَـــر