ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
(18) سورة الجاثية
ثم جعلناك -أيها الرسول- على منهاج واضح من أمر الدين, فاتبع الشريعة التي جعلناك عليها,
ولا تتبع أهواء الجاهلين بشرع الله الذين لا يعلمون الحق. وفي الآية دلالة عظيمة على كمال هذا
الدين وشرفه, ووجوب الانقياد لحكمه, وعدم الميل إلى أهواء الكفرة والملحدين.
18- ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ أي على مِلَّة ومذهب. ومنه يقال: شَرَعت لك كذا، وشَرَع فلان في كذا:
إذا أخذ فيه. ومنه "مَشارِعُ الماء" [وهي]: الفُرَض التي يَشْرَع فيها الناس والواردة.
آ:18 "ثم"حرف استئناف، والجملة بعدها استئنافية، الجار "على شريعة" متعلق بالمفعول الثاني لـ "جعل"، وجملة "فاتبعها" معطوفة على جملة "جعلناك".
ولهذا قال: ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْهَا ) أي: اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو، وأعرض عن المشركين، وقال هاهنا:( وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ