حرمتُ كل ذي مجلس ٍ
حرمتُ كلَ ذي مجلس ٍ مُتناقض ٍ
رجساً تُدارُ فيه ِ كِبارَ الرذائلُ
وكلَ ذي دار ٍ يقطُنها الرَدى
صِحاباً قدْ سَقونا كؤوسَ الحنظَل ِ
وجمالٌ في طرفهِ شَهدٌ يتقاطرُ
يُدمي خلفَ الصحاري المُهَلهل ِ
وسهرٌ في ليلهِ بَهيجَ المَكامنُ
يُمزِقُ في النهارِ فؤادَ المُدَلل ِ
وبسمٌ تملكتُ في الخفوق ِ خليلهُ
قطرُ نَدى يَمضي بالوريد ِ يترجل ِ
باعدتهُ خوفي عليهِ من الوغى
أن يطولَ فيه ِ الصُلبَ فيتهول ِ
فلا تمضي بهَوْل ِ الجَحيم ِ يجُركِ
إلى سُقْم ِ ليل ٍ يُدمي المقاتِل ِ
فأنا صبوراً حتى ألاقي نـَجمُكِ
بدراً تَربَعَ على عروش ِ الجَحافِل ِ
خوفي على قلب ٍ حاربهُ الكرى
لخلة ٍ كانوا لهُ بالصعاب ِ المناهِل ِ
يومَ باعدوا عيني تَحَدَرَ مُزنـُها
خاصَمها غِفالَ الليل ِ تُنادي المُتـَعلِل ِ
لي فيهُما حنيناً يُداعِبـَني جَمالهُ
يُلمْلِمُني .. ثمْ تعْصِفـُني الشمايل ِ
لي فيهُما من إطلالتي تـَذ َكـُرا
تهيمُ فتَعِنُ بالخَوالـِــج ِ المغازِل ِ
هُمْ بالحَشا ما زالوا فينا مَدامِع ٍ
لِزاماً مِنا فما زالوا فينا البواسِل ِ
أحبهُمْ يَعلمونَ ما يجيشُ بخافقي
أرغموني بما لا تحبُ المناهِل ِ
كيفَ أهيمُ فوقَ السُفوح ِ مُتألقاً
وقد تَعَثـَرَ خلفها حَظيّ َ المُتمايل ِ
هلا صافحتـُمْ عَليلَ القلب ِ مُتيما ً
نالَ منهُ العنا حطمتهُ المثاقِل ِ
كانَ لكمْ بالغـُداة ِ سيفاً يتأججُ
حينَ أطلتْ عليكـُمْ أنياباً تـَتحامَل ِ
أدمى بالحياةِ رؤوساً تـَشَجَرتْ
أبكى في سَماها رَجيماً يتطاول ِ
لولاهُ لما كانَ للحنين ِ من بُكا
ولولاهُ لما كانَ الدَمعُ بالمَكاحِل ِ
ولولاهُ لتاهَ الرضيعَ عن الثدي
ولخَفقَ بالنـُحور ِ جمالَ القبائِل ِ
تـَذكروا يــوماً كانَ لكـُـمْ مَرْقدا
يومَ أن جارَتْ عليكـُـمْ طلائِل ِ
أرخى الأنامَ بقلــوب ٍ تـُشَعشِعُ
حتى أن تلاشَتْ بالآفاقِ الغلاغل ِ
هذا أنا وذاكَ قلــــــــبي يتفطرُ
فانظروا ماذا أنتُمْ بقلبي فاعِل ِ
فما زالتْ قُلوبَهُمْ بتـَحَجُر ٍ وغِفا
وما زالَ نـَجْمُهُمْ كثيراً ما يتقول ِ
حتى أن صاحَ بالجَوانِحِ ليلـُنا
قِفْ ها هُما بعناقِـــــكَ يتـَثاقل ِ
فاصبِرْ حتى نـُمكنْ مِنكَ بمنية ٍ
تَجعلُ مِنكَ مِضمارَ ذِكر ٍ يَتداوَل ِ
فاهمسْ بِمـــنّ هُما فيكََ بِمحبةٍ
بَعدُكَ ألا يُنادوا فيــكَ الأصايِل ِ
قولي لهُمْ فقيدكم بالأكفان ِ مقيدٌ
يبُرَكُمْ طريحٌ بالنُعوش ِ يتحامَل ِ
أقسمني ألا تسيــــــــروا بركبهِ
حتى يَنهالَ عليــــــــهِ المُتَناهِل ِ
هذا أنا تساوت فوقي مكارمي
فلا تنوحوا بي جُثمانَ الخَمايِل ِ
وصيتي لمنْ هُما فينا بِمحاجر ٍ
يدلوا بها فوق رؤوس ِ المَحاجل ِ
بقلم / طالب بن خليفة العربيد
العرض الشجري
