العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 28-02-2003, 04:55 PM   رقم المشاركة : 1
دامبيش
Band
 
الصورة الرمزية دامبيش
 







دامبيش غير متصل

لهذه العوامل، لن يغادر بوش خيار الحرب؟

على مدى الأسابيع القليلة الماضية، إزداد حجم الضغط ضدّ أي هجوم أمريكي على العراق. المظاهرات الهائلة أطلقت، والدول التي تعارض الحرب لم تغير مواقعها ومواقفها. وحتى وإن لم تكن المعارضة حاسمة، بمعنى أن الولايات المتحدة ليست بحاجة للمساعدة المادية للدول المناهضة للحرب لغزو العراق، ولا كثافة صفوف المعارضة ستخلق تحدّيا ماديا في وجه الحرب، إلا أن ما يمكن أن تحدثه هذه المظاهر، هو تشكيل الحاجز النفسي الذي يعمق عزلة واشنطن الدولية في تصميمها الحربي. وتشير إستطلاعات الرأي الأمريكية، بأنّ هذا البعد النفسي سيكون عنده بعض التأثير على واشنطن. نسبة معتبرة من الأمريكان تواصل دعم حرب، لكن العدد في انخفاض – وإن كان محدودا- مستمر. وإدارة بوش تعتقد أن النسبة المؤيدة الحالية كافية لدعم حرب.
وعلى أية حال، هناك مشكلتان تواجهان أمريكا، أولا، المشهد السياسي في بريطانيا تدهور بشكل كبير جدا خلال الشهرين الماضيين، ورئيس الوزراء توني بلير أثار بشكل واضح مشاكل سياسية حادّة. على خلاف البلدان الأخرى، توفر بريطانيا دعما ماديا كبيرا في المجهود الحربي، وخسارة ذلك الدعم يؤثّر على خوض الحرب الأمريكية بصفة مباشرة. المشكلة الثانية، عسكرية: إن نصرا سريعا للولايات المتّحدة في العراق يغيّر المعادلة السياسية داخليا وله تأثير كبير عالميا، خاصة إذا كانت الإصابات قليلة، إلا أنه ليس هناك سبيل لضمان أيّ من هذه "الأماني". هذه الحرب - مثل كلّ حروب - فعلا يمكن أن يكون أكثر تعقيدا ومكلفة .
وإذا كان من الممكن أن ينتج الضغط الأمريكي الهائل تغييرا ضمن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن المشهد الأساسي العالمي سيبقى وفيا لمعارضته للحرب. ثم إن الولايات المتّحدة يمكن أن تجد نفسها في حرب طويبة أكثر مما تريد، تحت ضغط نفسي للمعارضة العالمية، وهذا آخر ما تتمناه واشنطن. و يعتقد مسعرو الحرب في إدارة بوش، بأن التحضير المطوّل للحرب، كان سببا في تقوية المعارضة. ومن جانب آخر، يعتقد هؤلاء، أن فرنسا (وبقية المعارضة) ليست قلقة بشأن الأسلحة العراقية المزعومة، وإنما هي قلقة حول النتائج الإستراتيجية لنصر أمريكي في العراق، الذي سيكرس الولايات المتّحدة كقوّة حاسمة في المنطقة.
وإن تراجع واشنطن عن التزامها بالحرب يشكل تحدّيا جدّيا لإدارة بوش في ثلاثة مناطق: الإستراتيجية، الحرب النفسية والسياسات الداخلية. العديد من الخيارات تبدو متوفرة، لكن عند تشريح الوضع، يتبين أن القيود أكثر بكثير مما توقعته الإدارة الأمريكية، والخيارات تبدو محدودة كثيرا.
إنّ التحدّي الإستراتيجي كبير، خاصة بعد أحداث سبتمبر، حيث لم تحقق واشنطن "انتصارا حاسما" على القاعدة، ولم تتمكن من تحقيق "السلام" الموعود في أفغانستان، وفشل السياسة الأمنية الشارونية لوأد المقاومة في الأراضي المحتلة، الأمر الذي يتطلب تفكيرا استراتيجيا في توفير مزيد من الحماية لهذا الكيان، بحيث يكون في مأمن من أي تهديد محلي أو خارجي، وتعزيز موقعه في المنطقة. وغزو العراق كان جزءا من هذه الإستراتيجية. والعراق، هو البلاد الأكثر إستراتيجية في المنطقة. وإذا صرفت الولايات المتّحدة النظر عن مخطط عزو العراق، ستُرغم واشنطن في إيجاد إستراتيجية بديلة. ومشكلة إدارة بوش أنّها ما عندها إستراتيجية أخرى.

وعلى الصعيد النفسي، مصداقية التهديد - الذي أنتجته الآلة الدعائية الأمريكية- ستتهاوى بشكل كبير، في حال عدم اندلاع الحرب (أو هكذا يعتقد مسعرو الحرب).

أخيرا، هناك إعتبار سياسي محلي. كلّ رؤساء الولايات المتّحدة يأخذون هذه الإعتبارات بالحسبان عند التفكير في الحرب – سواء خاضوها أو لا-، كلّ الرؤساء يتابعون باهتمام بالغ إستطلاعات الرأي عند اتخاذ قراراتهم في الحرب والسلام، والرئيس بوش ليس استثناء من هذه القاعدة. وإذا يترك الرئيس خططه ضد العراق، والنظام في بغداد يبقى معافى، فإن بوش سيفقد شريحة كبيرة من الداعمين له في الحزب، ( 83 بالمائة منهم يدعم خيار الحرب). إذ ليس هناك شعور واسع مناهض للحرب بين الجمهوريين. كما أن الرئيس لا يستطيع التحمّل أن يكون ضعيفا بعد نصره الهامشي والمتنازع عليه في 2000. لذا، من الصّعب جدا تخيّل بوش ببساطة يودع سياسته الحربية ضد العراق. كان هناك بالتأكيد وقت عندما كان بإمكانه أن يختار ترك قضية العراق.







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:56 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية