أعلن الوزير الأول الماليزي محمد مهاتير أن أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي يعتزمون "استخدام سلاح النفط للتوصل إلى حل سياسي للأزمة العراقية في وقت احتدم الجدل داخل المنظمة بشأن جدوى عقد قمة استثنائية دعت إليها قطر.
تصريح الزعيم الماليزي الذي جاء على هامش لقاء ضم ممثلي 48 عضوا من أصل 57 ينتمون لمنظمة المؤتمر الإسلامي في العاصمة الماليزية كوالا لمبور قد يثير جدلا إضافيا وسط انقسام الأنظمة العربية التي لم تتوصل إلى اتفاق على ضرورة انعقاد القمة الإسلامية الاستثنائية لاتخاذ موقف موحد بشأن العراق. و تحدث مهاتير عن "اقتراح" باستخدام سلاح النفط لإسماع صوت الرافضين للحرب معتبرا أنه الوسيلة الوحيدة للتأثير بسبب "غياب قوة عظمى بين البلدان الإسلامية". و أضاف مهاتير: "إذا لم نتحرك جماعيا فسنجد أنفسنا الواحد إثر الآخر في وضع الجمود".
غير أن المحللين يستبعدون أي موقف حاسم بشأن العراق سواء على مستوى الجامعة العربية التي ستعقد القمة العادية يوم أول مارس القادم أو على مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي بسبب الخلافات المبدئية و الحساسيات و الحسابات الجانبية بين بعض الأنظمة، ضف إلى ذلك أن تواجد عدد كبير من القوات الأمريكية استعدادا للهجوم على العراق في بلدان مثل قطر و الكويت و ربما تركيا بعد التصويت غير المستبعد للبرلمان لصالح قرار فتح القواعد العسكرية لآلاف الجنود، يجعل من أي موقف مناهض للحرب غير ذي جدوى.
و عليه أقصى ما يمكن أن تسفر عنه الاجتماعات العربية و الإسلامية القادمة دعم الجهود الفرنسية-الألمانية-الروسية لاحتواء مسعى تسريع موعد الحرب. و لن يسفر ذلك بالضرورة عن نتائج حاسمة كون واشنطن أعربت من الآن أن معارضة مجلس الأمن لخيار الحرب على حساب مواصلة مهمة التفتيش لن تمنعها من اتخاذ قرار انفرادي بالحرب و هي مقتنعة مسبقا أنها ستلقى حينها الدعم الكافي من بلدان عربية و إسلامية.
العرض العادي
