بسم الله الرحمن الرحيم
اجتهد كثير من الصحابة في التعرف على الفتن التي ستعصف بالأمة وتبين
طريق النجاة والخلاص منها ، من هؤلاء بل في مقدمتهم حذيفة بن اليمان
فقد صح عنه أنه قال "إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة ، فيما بيني
وبين الساعة "
وقدكان حذيفة يكثر من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الفتن حتى
لايقع فيها ، ففي صحيح البخاري عن حذيفة قال "كان الناس يسألون
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت اسأله عن الشر مخافة
أن يدركني ، فقلت يارسول الله ،إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا
الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم ، وفيه دخن ، قلت : وما
دخنه؟ قال : قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ، قلت فهل بعد
ذلك الخير من شر ؟ قال: نعم ، دعاة على ابواب جهنم ، من أجابهم
قذفوه فيها .
قلت : يارسول الله : صفهم لنا . قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألستنا .
قلت : فما تأمرني إن ادركني ذلك ؟ قال:تلزم جماعة المسلمين وإمامهم
قلت:فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ،
ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتىيدركك الموت وأنت على ذلك ".
وفي حديث العرباض بن سارية أمر الرسول صلى الله عليه وسلم
بالتمسك بالإسلام ،وطاعة الإمام ،والتزام سنة الرسول صلى الله
عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين المهديين من بعده ، فقد روى
عبد الرحمن بن عمرو السلمي أنه سمع العرباض بن سارية يقول
" وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون،
ووجلت منها القلوب ، فقلنا: يارسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد
إلينا ؟ قال :" تركتم على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها
بعدي إلا هالك ،ومن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثير ، فعليكم بسنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضو عليه بالنواجذ ، وعليكم بالطاعة ،
وإن عبدا حبشيا ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف ، حيثما قيد ينقاد "