العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-2003, 02:25 PM   رقم المشاركة : 1
مشتاق
( ود نشِـط )
 
الصورة الرمزية مشتاق
 






مشتاق غير متصل

ما أشبه الليلة بالبارحة





لقد أصبح هذا العام 2003 من القرن الحادي والعشرين الميلادي عام فاجعة كبرى في تاريخ العروبة والإسلام لا أحسب أن في تاريخ أمتنا عاما يدانيه تجزئة وانحلالا وخرابا ودمارا وذلا وهوانا وفرقة وانكساراً. في أيامه السود يعيش العرب فترة رهيبة من التمزق والفوضى والشحناء والبغضاء وفي أيامه ولياليه ملوك وأمراء ورؤساء العرب يصارع بعضهم بعضا بالدسائس والمكائد والكذب تارة والتناحر تارة أخرى والشعب العربي هو الضحية.

لقد اطل هذا العام الأغبر ليشهد ملوكاً يتدافعون بحثا عن راشٍ أو وهاب ورؤساء يبحثون عن هبات وعطايا وأمراء لا حول لهم ولا قوة وآخرون يفعلون ما يؤمرون دون ضجيج.

في هذه الحقبة التعيسة كانت دولة الاستكبار العالمي تعد العدة للانقضاض على بغداد لتحكم سيطرتها وسلطانها على مصادر الثروة وبؤرة النخوة العربية والعزة والكرامة ولتخرجها من دائرة العروبة والإسلام بعد حصار دام أعواماً عشرة وتزيد ثلاثة، شارك فيها ملوك وأمراء ورؤساء عرب وآخرون أمعنوا في تنفيذ ما يملى عليهم تجاه إخوة لهم في الإسلام وشدد الحصار وحرم بلد الشموخ والعزة والكبرياء العراق من كل موارد الحياة التي كان يتمتع بها بقية البشر.

لقد استنجدت دولة الاستكبار العالمي بكل ملوك العرب ورؤسائهم أن يدفعوا بالعراق لقبول فرق التفتيش الدولية الباحثة عن سلاحه وتدميره من أجل السلام والاستقرار في المنطقة كما قالوا. وقبل العراق مطالب ومناشدة إخوانه من ملوك العروبة والإسلام وفتح أبوابه لكل جواسيس الأرض بحثا عن سلاحه وتدميره وبحثا عن مصادر قوته وتفتيتها وطالبوا بالسماح لطائرات U2 التجسسية ذات الآلات والمعدات الرهيبة بتصويرها ارض العراق وما في جوفها وجدَّ العرب في إقناع بغداد بالقبول بتحليق تلك الطائرات في أجوائها وشقيقاتها المدن الأخرى والتي لايسمح لها بالتحليق حتى في سماء حلفاء دولة الإرهاب الكبرى وكان القبول مرضاة لأشقاء بغداد من العرب والمسلمين.

وأخيرا اكتمل الطوق حول العراق جرد من سلاحه واطمأن العدو الباغي بأن العراق لايملك قوة قادرة على الصمود لزمن طويل وصورت الأرض وما في جوفها وزرع العملاء في كل زاوية واكتظت شوارع المدن العراقية بفرق الطابور الخامس وحددت مواقع المقاومة فكانت الضربة القاضية مع بداية الثلث الأخير من شهر مارس من هذا العام المشؤوم.

هذه مدن العراق وشعب العراق يستغيث بإخوانه في الإسلام والعروبة فلا مجيب وكأن الشر بعيد عنهم، انه اقرب إليهم من حبل الوريد، وما يحل بالعراق اليوم وبغداد الحبيبة العزيزة الشامخة يذكرنا بما حل بإنطاكية صانعة التاريخ ورفيقة الزمان حين أحدق بها الأعداء في ذلك الدهر فاحتلوها وما أن فرغوا من قتل أهلها وتدمير قلاعها حتى شب الخلاف بين قادة الفرنجة لمن تكون إنطاكية ومن يحكمها ومن يكون أميرها وهذا حال بغداد اليوم بدأ الخلاف بين دهاقنة دولة الاستكبار العالمي - الولايات المتحدة الأمريكية - قبل أن تسقط على يد مغول العصر من يحكم العراق لمن يكون ومن يحكمه، هل يُقسم إلى ثلاث دول في الجنوب دولة وفي الوسط أخرى وثالثه في الشمال، هذا هو العقل الأمريكي الاستعماري الحديث "فرق تسد" وقد كان لهم سابقة في التاريخ في عام 1945 اقترحوا تقسيم ألمانيا إلى خمس دول يعد لكل دولة رئيس يخضع لسلطة الاحتلال بعد إلحاق الهزيمة بها لكن أوروبا رفضت - رغم الدماء الغزيرة التي سالت على أرض أوروبا - ذلك التقسيم وذلك التوجه السياسي فهل يقبل العرب اليوم - لاسمح الله - بتقسيم العراق إلى دول ثلاث وهل يقبل حكامهم على وجه التحديد ذلك التوجه فمسؤوليتهم كبيرة عما حل بالعراق منذ عام 1980 حتى هذا اليوم وتلحق بهم مصر فمسؤوليتها أعظم تتناسب مع مكانتها في التاريخ. أخيرا تحية لبغداد وشموخها في عصر عزتها وقوتها وفي عصر ضعفها وحصارها وتحية لصمودها رغم عاديات الزمان


د. محمد صالح المسفر





............................






التوقيع :
بعد طول غياب
تحية طيبة للجميع
اظن كل اللي اعرفهم ماتوا
ما بقى غيري
احيي فيني الصمود والإصرار على البقاء

عضو 14 سنة
يحق لي ارث

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:13 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية