يقول الله جل وعلا: (( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))
يقول الشيخ أبو بكر بن جابر الجزائري في كتابه نداءات الرحمن لأهل الإيمان:
اعلم أيها القارىْ الكريم أن هذا النداء الإلهي يحمل أمرين عظيمين من التكليف وهما تقوى الله حق تقاته والأمر الثاني هو الموت على الإسلام .
يقول الشيخ أبوبكر: وأعلم أيها المؤمن أن الله أمر عبادة المؤمنين بالتقوى في عشرات الآيات وإنما قوله هنا حق تقاته هذا هو الذي حير عقلاء العلماء إذ ليس في قدرة العبد ذلك ، إذ لو ذاب العبد وتحلل وتبخر من خشية الله تعالى ما كان ذلك وافياً بتقوى الجبار جل وعلا.
وقد ذكر أهل العلم من السلف الصالح أن تقوى الله حق تقاته هي أن يذكر تعالى فلا ينسى ، وأن يطاع فلا يعصى ، وأن يشكر فلا يكفر ، والذي يخفف على المؤمن همه في تقوى الله حق تقاته هو قوله تعالى: ( فاتقو الله ما أستطعتم ) فهذه الآية كالمخصصة لعموم قوله تعالى: ( حق تقاته ).