وهل أنت مستعدة لشتم أمك في حضورها ؟ أجابته : لقد فعلت ، وسأفعل.
دخلت الأم إلى المسرح وحصلت مشادة كلامية بينها وبين ابنتها وصلت إلى التشابك بالأيدي . واستمر الحوار :
وجه المذيع كلامه إلى الفتاة (زوجة الخال) : هل أنت مقررة الإنجاب من هذا الزواج؟
أجابته : نحاول ذلك كل يوم أنا وخالي ، أعني زوجي . سألها : إذا أنجبت طفلاً ، سيكون ابنك وفي الوقت نفسه
ابن خالك أليس كذلك ؟
أجابت : صحيح ، هو كذلك بالضبط ، فأين الغرابة في ذلك ؟ وصفق الجمهور من جديد تأييدًا للفتاة الجريئة ودعمًا
لموقفها.
وجّه المذيع سؤاله إلى الأم : وأنت ماذا تقولين :
أجابت بغضب : إن ما فعلته هذه الساقطة تجاوز كل الحدود والأعراف والقوانين والأخلاق ، ويجب أن تفسخ هذه
العلاقة فورًا ، ردت عليها ابنتها : أنت تقولين ذلك أيتها الساقطة ؟ لماذا لم تعترضي على زوجك الذي ضاجعني
بعد أن علمتِ بالأمر ؟ أجابت الأم : لم يكن زوجي ليفعل ذلك إذا رفضت أنت مبادرته ، فلماذا قبلتِ ولبيتِ طلبه ؟
أجابتها : لأنه يعجبني.
وازداد تصفيق الجمهور . سأل المذيع الأم : ماذا تفعلين بأخيك الذي تزوج من ابنتك إذا تقابلتما ؟ أجابت : سأؤنبه
وقد ألطمه على وجهه.
دخل شاب بعد لحظات يبدو في مثل سن البنت (ابنة أخته) وهو يحمل باقة زهور قدمها إلى زوجته وجلس إلى
جانبها ، وصفق الجمهور ترحيبًا بالعريس وأخلاقياته الراقية فهو لم ينس إحضار الزهور معه ليقدمها لعروسه!
حصلت مشادة بين الأم وابنتها من جهة ، وبين العريس وزوجته من جهة أخرى . انتهت بالهدوء واستماع الحوار
مع الخال العريس.
سأله المذيع : لماذا اخترت ابنة أختك عروسًا لك من بين كل النساء؟
ضحك بسعادة وأجابه ببساطة واضحة قائلاً : لأنني أحبها . سأله المذيع : وماذا عن القانون والعادات والتقاليد
والمحرمات؟
أجابه : مجنون هو من يحرم ممارسة الحب بذريعة العادات والتقاليد . أنا أحبها وهي تحبني ، ونحن نؤلف ثنائيًا
رائعًا ، وهذا يكفي ..
سأله المذيع : لماذا أحببتها ؟ وتزوجتها؟
أجاب : لقد جربنا بعضنا في الفراش ونجحنا في إسعاد أنفسنا كثيرًا . وماذا يريد الشخص من الأنثى أكثر من ذلك
ليحبها ؟ وصفق الجمهور من جديد . وهدأ التصفيق وسأل المذيع : ألا تعلم أن هذا الزواج هو من المحرمات ؟
أجابه : لا محرمات أمام الحب . نحن في أميركا ونحن أحرار . نفعل ما نريد . إنها الحرية . إنها
الديموقراطية . ونحن نفخر بانتمائنا لهذه الأمة الأميركية التي تعطينا الحرية المطلقة . وصفق الجمهور.
سأله المذيع : هل قررتما إنجاب أطفال ؟
أجابه : هذا ما نحاول حصوله كل يوم.
سأله : لنفترض أنه أصبح لديكما شاب وفتاة . وأحبا بعضهما مثلكما ، فهل توافق على زواجهما ؟ أجاب : بل
أبارك هذه العلاقة ، وهذا الزواج إذا حصل ، نحن في أميركا ، بلد الحريات والديموقراطية.
دخل زوج الأم بعد لحظات من هذا الحوار وهو يحمل كتابًا بين يديه ، تقدم الرجل من الخال وقال له : هذا الكتاب
المقدس أهديك إياه لتقرأه وهو يحرّم مثل هذا الزواج علك تتراجع .
أمسك الخال بالكتاب المقدس وألقى به أرضًا وهو يقول : هذا لا يعنيني ولا ولن أتراجع . في تلك اللحظة أمسك
الرجل بتلابيب الخال العريس وأشبعه ضربًا ومزّق ثيابه الأنيقة .
احتج جمهور الحاضرين على هذا الفعل متعاطفًا مع الخال العريس . وتوقفت الكاميرا عن التصوير وانتقلت مع
المذيع إلى الجمهور.
سأل المذيع إحداهن : ألديك تعليق على ما شاهدت وسمعت ؟ أجابته بفخر واعتزاز : إنها ممارسة الحرية
والديموقراطية في أحلى وأبهى مظاهرها بعيدًا عن كافة القيود من عادات وتقاليد وأعراف وقوانين بالية أصبحت
من الماضي . أنا مع هذه الفتاة التي مارست حريتها وتبعت ما اختاره قلبها وتزوجت من يحبها وتحبه . نحن في
أميركا يا سيد جيري ، ويحق لنا أن نفعل ما نريد وأن نمارس حريتنا بلا حدود .!!
التعليق:
قد تبدو هذه القصة " إبداعية " من نمط " وليمة لأعشاب البحر " التي تمارس المحرم بلغة الأدب ! لكن بالتأكيد
سيُصدم القارئ أو القارئة حينما يعرف أنها قصة حقيقية بثت على شاشة إحدى القنوات التلفزيونية الفضائية
الأمريكية التي اعتادت بث حلقات من واقع المجتمع الأمريكي ، قوام البرنامج إحضار بعض الأطراف المتخاصمة حول موضوع ما إلى استوديو التلفزيون لإجراء حوار ومناقشته أمام الجمهور الموجود في الأستوديو. وبالنهاية
استخلاص نتيجة أو عبرة . إنها تعبر بحق - كما تقول زينب كريم راوية القصة - عن الحرية والديمقراطية على
الطراز الأميركي .. ، بل إنها حقاً " الحضارة " التي أشعلت الولايات المتحدة الحرب في العالم لأجل الحفاظ
عليها باعتزاز وفخر منقطع النظير !!
صرخ رئيس الولايات المتحدة الأميركية تعليقًا وتعقيبًا على حادثة 11 سبتمبر قائلاً : إن صراعنا مع الإرهاب
هو صراع حضارات .. نحن بنينا حضارتنا وارتضيناها ولن نسمح لأي كان أن يمسها أو ينتقدها أو يحاول
تبديلها . ولذلك أعلنا الحرب على الإرهاب . وأضاف أنه … يدافع عن الحرية
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وليس بعد الكفر ذنب ..