الأحبة في الله أنصحكم أن تقرؤوا هذه الكلمات بتأني و تفكر وتذكر فإن فيها خيراً كبيراً إن شاء الله تعالى لا تحرموا أنفسكم منه وانشروها فلكم أجرها وأجر من صلح بسببها . وأذكر أن بعض المشايخ تكلم بشيء من هذا الموضوع وبعد عدة أيام جاء بعض الإخوة وقالوا له , جزاك الله خيراً لقد نبهتنا عن شيء عظيم وقد تبنا إلى الله ورجعنا إلى أمنا بعد هجر وجفاء
قال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } [ الإسراء / 23 ]
قال الله تعالى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } [ النساء / 36 ] .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك
فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : قدمتْ عليَّ أمِّي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : قدمتْ عليَّ أمِّي وهي راغبة أفأصل أمي ؟ قال : نعم صِلِي أمَّك . رواه البخاري ( 2477 ) .
الاخوة الأحبة في الله
كما قال حبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام : كلنا ذو خطأ ... ولكن
من منا تاب من خطأه وعصيانه قبل فوات الأوان ؟؟
وكم منا يظن أنه سوف يتوب قبل فوات الأوان ؟؟؟
ومن منا سوف ينجو من ما فعله قبل فوات الأوان؟؟
ربما منّ الله على البعض بأن تابوا قبل فوات الأوان ؟؟
ولكن ,,أنا أو أنت ربما لا ننجوا بفعلتنا بل أفعالنا السيئة ؟؟
تفكر ؟؟ ابحث حولك ؟ ولتكن قدوتك في البحث
لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه
الذي حرم الزنا هو الذي حرم النظرة
والذي حرم القتل هو الذي حرم الكذب
والذي حرم العقوق هو الذي حرم الشرك
أرجو لكم من قلبي أن تجعلوا هذه الكلمات بداية لتصحيح علاقاتكم مع أمهاتكم وآبائكم
فلا أحد يدري لعل اليوم الذي أغضبت فيه أمك أو أباك يكون أخر يوم في حياتك وهذه ربما تكون كبيرة ولكن لها مخرج ,, وحل ,, وهو أنه ربما بعد موتك يرحموك ويسامحوك ويستغفروا لك ويدعو لك
ولكن هناك حالة ثانية الله أعلم بعظمتها وهي لعل اليوم الذي جادلتهم ورفعت صوتك فوق صوتهم بل بل بل بل بل وربما شتمتهم ,, ربما علانية وجهارا وربما بينك وبين نفسك وتمنيت موتهم , والخلاص منهم ,,,لعل ذلك اليوم يكون آخر يوم في حياتهم هم ويموتون وقلبهم غير راضي وزعلان منك .. بل وهم غاضبين عليك
لا تقل لي أنني بالغت ,أليس هذا الذي نسمعه ونراه من واقع حياتنا ؟؟؟
فأين سيكون موقعك من أهل الجنة ومن رحمة الله ؟؟
بل جاء في الحديث أن من الذين لا يستجاب لهم الدعاء يوم عرفات العاق لوالديه
أن العاق لوالديه مهما فعل من أعمال الجنة فإنه لن يدخلها (لا يدخل الجنة عاق ) ( ابن حبان وأحمد وفي الترغيب والترهيب )
كما أن الله لا ينظر إلى العاق يوم القيامة..( النسائي, الترغيب والترهيب )
وأما في الدنيا ,, فإلى الذين يسوفون أمر الآخرة ,, لن تهربوا طويلاً ..
فإن العقوق من الذنوب التي عقابها يأتي في الدنيا والآخرة..
فهو معجل ومؤجل ..وكما تدين تدان !!
وما عق ولد أمه أو أباه بشيء ولم يستغفر ويستسمح منهما إلا عقه أولاده بمثله
والله الذي لا إله إلا هو,, كم من شخص قالوا لي إن أولادي يخاطبوني بنفس العبارات والألفاظ والطريقة التي كنت أعامل وأغضب بها أهلي
ويعاملوني بنفس معاملتي لأمي وأبي !!
إذا أخي الغالي أختي الغالية
اعلموا أن أقرب طريق للجنة هو بر الوالدين
أسرع طريق للتوفيق في الدنيا هو بر الوالدين
أسرع طريق لتحصيل العلم وتفتح الذهن هو بر الوالدين
أسرع للتوفيق في حياتك الزوجية هو بر الوالدين
أسرع طريق للصلاح والتقى هو بر الوالدين
أسرع طريق حتى تصبح مستجاب الدعاء هو بر الوالدين
أفضل طريق ليحميك الله من كل شر وسوء هو بر الوالدين
ودعائهما لك أو عليك مستجاب حتماً ولو كانا فاسقين فإن فسوقهما على نفسهما
إلا إذا أمروك بفاحشة أو الكفر فلم تطعهما فدعوا عليك فليس دعائهم بمستجاب ولكن يجب عليك مع ذلك برهم والإحسان إليهم
ربما تعودتم أن تقولوا لأزواجكم وزوجاتكم كلمة حب ..
هل قلتم ذات مرة لأمهاتكم وآبائكم أنكم تحبونهم وأنهم أغلى شيء لديكم
ربما لكم صديق عزيز قريب كم مرة كنتم لطيفين ودودين معهم ؟؟
وكم مرة كنتم كذلك مع أمهاتكم وآبائكم
متى كانت آخر مرة قبلت فيها يد أمك أو أباك ؟؟
كم مرة قبلّت يد أمك أو أباك ؟؟؟
متى كانت آخر مرة قبلت فيها رجل أمك أو أباك ؟؟؟
كم مرة قبلّت رجل أمك أو أباك ؟؟؟
متى كانت آخر مرة سمعت أمك أو أباك يدعون لك ؟؟
متى أخر مرة أحضرت هدية لأمك أو أباك ؟؟
لا تقل لي في عيد الأم !! كل يوم عندنا عيد مع أمهاتنا
وهل الأمهات والآباء بحاجة لعيد لنتذكرهم..
ماذا فعلنا بأهلنا,, جعلناهم مثل الشجرة و الجيش , والفن . والأرض ...ووو فهناك احتفال ليوم الشجرة ويوم الجيش ويوم الفن ويوم الأرض و يوم المرور و يوم الإيدز,,
والحمد لله أننا تذكرنا أمهاتنا ومن ثم آبائنا وجعلنا لهم يوما ( كثر الله خيرنا ,, فضلنا عليهم )
قم قم اركض توسل تذلل لأمك ,أبيك أصر على أن يرضوا عنك ويدعو لك والله إني لأعلم أشخاص يتمنون أن ينفقوا الملاين وأرواحهم حتى يسمعوا كلمة (( الله يرضى عليك من أمهاتهم وآبائهم ولو في المنام ))
الأم و الأب بابان إلى الجنة يغلق بموتهم
إذا ماتت أم العبد نادا مناد من قبل الله أن يا عبدي لقد ماتت من كنا نكرمك لأجلها فاعمل صالحاً نكرمك من أجله
ذل وخاب وخسر من أدرك والديه أحدهما أو كلاهما ولم يعمل أن يدخلاه الجنة
متى آخر مرة اشتريت لزوجتك أو زوجك هدية ومتى آخر مرة أكرمت أمك بكلمة
متى لم تقل لها أف ؟؟؟
متى لم تغضب في وجهها ؟؟
متى لم تخالفها رأيها وتصفها بأنه ذات فكر قديم ( دقة قديمة ) ؟؟
متى أخر مرة انزعجت من أسئلتهما الكثيرة برأيك ؟؟
متى آخر مرة أغلقت باب غرفتك بصوت عالي ولم تراعي مشاعرهما ؟؟
متى آخر مرة عاقبتهما ولم تجاوبهما عند سؤالك ؟؟
نعم إبك إبك ودع الدم يجري مكان الدمع !!
إنا لله وإنا إليه راجعون
أخي وأختي
كلماتي هذه ستكون حجة علي وعليك
فإن كان أبواك على قيد الحياة .. الحق نفسك ,,, وإن كانوا قد تولوا فإن واجبك لم ينتهي
عليك بالدعاء لهما والتصدق عنهما والاستغفار لهما وصلة رحمك التي لك عن طريقهما وصلة وإكرام صديقهما والحج والعمرة لهما
فخالتك مقام أمك وعمك مقام أباك
أخي وأختي
عودوا أنفسكم على الكلام اللين اللطيف الجميل مع أمهاتكم وآبائكم
أجبروا أنفسكم ..., أتعرفون ما هي المشكلة
إننا لقد تعودنا أن نسمع الكلام اللطيف الحبيب منهم ..
ولم نتعلم مبادلتهم ذلك وإنهم بحاجة لذلك
ليسوا بحاجة لأموالكم ولا ثياب ولا عطور وإن كان في الهدية معنى جميل
هم بحاجة لأن تجلسوا إليهم وتسمعوا منهم حتى ينهوا كلامهم عن همومهم وأنفسهم و ماضيهم وذكرياتهم .
هم بحاجة لكلمة طيبة لينة حبيبة تنسيهم سهرهم وتعبهم
بحاجة لأن يشعروا أن تعبهم لم يذهب سدى
وأخيرا لن أقول لكم إلا أن عاملوهم كما تحبوا أن يعاملكم أولادكم
(( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم
وأسأل الله العظيم أن يجعلني وإياكم ممن يوفق لكسب رضا والديه وأن نجتمع معهم على سرر متقابلين في الفردوس الأعلى بجوار ربنا مع حبيبنا وقدوتنا خير البشر عليه أفضل الصلاة والتسليم من دون حساب أو سابقة عذاب
آمين آمين آمين
لا تنسوني من صالح دعائكم
للفائدة
م ن ق و ل
أبو فيصل
العرض العادي
