سيـدتي
صباحاً يليق بحرفكِ
أيتها المارقة عشقاً ..
رفقاً بالحرف فقد أذبتهِ ..
وعرِّيته ..
فكان صارخاً ..
صاعقاً ..
ينشدُ تسابيح الجوى ..
يفتقُ قلوبا ما عرفت الهوى ..
أراه من أهدابكِ ينسلُّ ..
مغموسا بدمعة شوق ..
فرفقاً بحرفكِ وذاتكِ ..
لا أخفيكِ ..؟!
يثير الخوف رغم رقته ..
وشفافيته ..
يصل إلى أضلعي ..
لا أشعرُ بدفئه ..
فداخلي فارغ ..
لا يستجيب ..
نزف الرحيل لها أقوى من ضميري ..
الذي عبث به معلمي ..
كأني معها ولدت ..
وبعدها فنيت ..
فتقبلي نزفي أيتها الفاضلة ..
فأنتِ رفيقة الحرف ، ونعم الرفيقة ..
يجمعنا الود ذاتين في تواصل حرف ..
من خلاله نرمي ما أثقلته مشاعرنا ..
في مدى يسمح بنثر نزفنـا ..
لعلّ قلوب من هجرونا تحــنُّ ..!!
قلوب منحنها الحنين ..
وأهدتنا الرحيل ..
كم أنت رغم رقتكِ قاسية مثلها ..
لا تريدينها حتى ترمي حجراً ..؟!!
عذبة رغم الوجع ..
في لحظة مباغتة ،
تلاشى معنى الزمان والمكان ،
وتاهت أيامي أمام جرح رحيلها ..
بعثر الذات ومزق الجسد ،
وتراقص مزهواً بانتصاره وسحقه لي . .
ويا لغبائي وسذاجتي طول تلك الأيام المتنكرة ..
والمرتدية أثواب الورع والموهمة أن الشحم حملاً ،
وهي حبلى بألم أُجهض في داخلي ،
فاكتسحني ،
أعاد خلقتي من جديد توتراً ووجعاً . .
لا أدري ؟
فأنا واقفٌ على دروب كثيرة من الحيرة والخوف ..
أكابد الخطأ ، وابتلعه ،
فأرى صوراً تأتي على عجل لفجيعة الجرح ،
فتذهب وتعود حاملة تساؤلها المبتور ،
الذي ينازعني الاعتراف ،
ولا أقدر على البوح به ؟
لأن الهوس تجذّر في رأسي فتزاحمت به هلاوسي ..
تعلن العصيان في قفار الذات . .
مستبدة ،
تحرق ،
وتنهب ،
وتغتال أي محاولة للتحرر أو التساؤل .!
وإذا هجعت جراحي في مبيتها للحظات ،
انسلُ أسأل ذاتي لماذا خوفي عليها ؟!
ولماذا ولهكَ بها ؟
وقبيل أن تتفوه تلك الأسئلة بلفظ في استجابتها ،
ينقضُّ عليها نزيف جرح الشوق ..
وصديده هادراً ،
يخرسها وينسيها طرح السؤال !
فأتخبط أنا في نفسي فيغشاني دوار يطول بقاءه ..
أشعر بتضاؤل جسدي وتحوله إلى مادة لزجة شفافة ..
تنتشر في المكان وتطفو إلى الأعلى إلى أين ؟
ولماذا ؟
لست أدري ؟
أسئلة مبتورة لا تبرح تطاردني ثم تهملني ،
منسلخاً من كل شيء إلى لا شيء ! إلا لهـا ..
هكذا يورق الغصن ..
وهكذا ينكسر الوريد ، والخفق ..
لا منهج لي ، ولا وجهة .. ؟!
عبثتُ في العشق ، ووجدته يعبثُ بي ..!!
قلوب منحنها الحنين ..
وأهدتنا الرحيل ..
كم أنت رغم رقتكِ قاسية مثلها ..
لا تريدينها حتى ترمي حجراً ..؟!!
****************************
يقفز العشق الى دواخلنا