اختلطت أدمعي بماء النهر ..
والتقت مع موجات البحر ..
فتجرعت مرارتها سمكات خُضُر..
أخذت تتخبط فظننتها تحتضر..
ولكن سرعان ما اعتدلت وأكملت المسير ..
وفي أثناء تأملي لتلك المجموعة ..
أقبلت إحداهن نحو السور..
فسألتني : ما الأمر .؟ لما كل هذا الكدر..؟
فتنهدت قائلة آآآه أيتها السمكة .. أن قلبي يعتصر..
على أحلام وئدت في قبر ..
ففاضت أحزاني من الصدر ..
حتى رثيتها بلون من النثر..
قالت رويدك يا فتاة ..وأسمعي هذه العبر ..
لا تبكي على ورقة سقطت من غصن الشجر..
فغداً تأتي أخرى ويزهر الثمر..
لا ترثي أحلامك على الأطلال ِ فأنتِ في مُقتبل العُمر..
فكأس الحياة حلو .. ومر ..
ومراره قطرات تذوب مع الدهر ..
فلا داعي لهذا الكدر ..
فكل الذي حصل ماضي وأندثر..
وأخذت السمكة تسلك طريق جماعتها ..
وتركتني أفكر في تصرفها وكلماتها الدرر..
وبعد لحظات ..
أنتصبت ونفضت الغبار ..
وأعلنت أن الماضي قضاء وقدر ..
ورددت أني لن أقهر ..