في الليلة العاصفة الموحشة عندما يزمجر الرعد فهو صدى أنة مستوحش وعندما تبرق السماء فهناك دمعة انحدرت على خد شقي فكأنما تضيء السماء للكون ليرى مسيل هذه الدمعة فيكون الشاهد عليها ، وأنصت ولست المنصت الوحيد في ليالي الشتاء الموحشة لأصداء هذا الكون الفسيح ولكن أرى نفسي وحدي وذكرياتي والكون الفسيح ، نعم وحدي ... وحدي .. وحدي وذكرياتي .
وحدي أنا والنشيد الغضّ والأرقُ
والذكريات وما يوحي به الشفقُ
وحدي أنا والمدى أصداء نائحة
يرنّ في أذني مزمارها القلِق
أستلهم الذكريات الحمر أسكبها
في أكؤس من أليم الشعر تصطفق
الذكريات التي ظلت على شفتي
وجلى من الزمن المجهول تنصعق
ترتاح فوق مواويلي إذا سكنت
وإن تثر فبذكر الأمس تلتصق
تطيب للأمس سكناها فإن قدمت
للغيب قادمة يجتاحها الفـَرَق
أُباعد الخوف عنها بالذي كذبت
به عليّ مقاديري فلا تثق
كأنني الواحد الموهوم في زمني
تسير بي لشعاب الشقوة الطرق
حيث الفضاء نجاوى الساهرين به
بثُّ تطوّقه الأكدار والحُرق
والليل ناعبة مدّت جوانحها
والأنس والسعد في منقارها لُعَق
والنور لا نور إلا ما يسامرني
من ذكرياتي التي أدعو فتحترق