العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
مشاهدة نتائج الإستطلاع: مين يبي أكثر؟
تتاتلاقلب 0 0%
قاغقاق 0 0%
اقق 0 0%
قااا 0 0%
قاقاق 0 0%
قاا 0 0%
ع7نع 0 0%
قاققا 0 0%
عف 0 0%
فتفع 0 0%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 0. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-2002, 11:08 AM   رقم المشاركة : 1
@@عاشق&الحب@@
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية @@عاشق&الحب@@
 






@@عاشق&الحب@@ غير متصل

فـن الروايـة الـطـبـيـة

هل للعرب قصص أو روايات طبية؟ حسب علمنا، لا ... لهذا سنحاول هنا تعريف قراء جريدة المغرب اليوم بهذا الفن القصصي الهام

إذا كانت لقصص التحقيقات البوليسية جمهورها العريض، فإنه هناك نوعا ثانيا من القصص يهتم هو الأخر بالتحقيقات على الطريقة البوليسية، بل ويعتبرها البعض، نظرا للطريقة التي يتطرق بها الكاتب للموضوع، أكثر تشويقا من الروايات البوليسية التقليدية. لسبب بسيط هو أنها قصص حقيقية، تتضمن هي الأخرى أخطارا خفية تهدد، بل وتقتل العديد من الأشخاص مثلنا، وهذه الأخطار هي الفيروسات والأمراض الوراثية والجراثيم، إنها روايات التحقيقات الطبية.

إن أي قارئ سبق له قراءة قصة المؤلف دوكرويف "صيادي الجراثيم" سيعرف حقا مدى الإثارة التي يجدها المرء في قصص وروايات التحقيقات الطبية، ويبدو أن هذا النوع من القصص بدأ يجد مكانته بين القراء، كما يجد اهتماما من طرف المؤلفين لشرح تجاربهم وأبحاثهم على شكل قصة مثيرة.

ولكي نعطي نموذجا لهذه الروايات فإننا انتهزنا فرصة صدور رواية جديدة من قصص التحقيقات الطبية للكاتب دايفيد نطحان تحت عنوان "الجينات والدم والشجاعة". والمؤلف أستاذ لطب الأطفال بمعهد هارفرد الطبي، وليس مؤلف علمي مثل دوكرويف، بل يمارس الطب ويقوم شخصيا بالتحقيقات، حيث قضى نطحان ثلاثين سنة في معالجة شاب يدعى ضايم سيف. وقد تعرف نطحان على سيف عندما كان هذا الأخير في سن السادسة من عمره، وكان سيف يعاني من مرض عضال يسببه الدم وهو مرض الثلاسيميا، ويعتبر هذا المرض لدى الأطباء داءا خطيرا يؤدي في غالب الأحيان إلى الموت.

ويحكي لنا نطحان قصة سيف، كما يعطينا "محضرا علميا" للجهود التي بذلت لفهم وعلاج مرض الدم النادر هذا والذي يعرف بالثلاسيمية أو فاقة الدم البحرية، وهي مرحلة مبكرة من المرض من شأنها أن تقضي على حياة سيف.

وبالرغم من أن رواية "الجينات والدم والشجاعة" ينقصها الحس الأدبي، إلا أنها مع ذلك قصة ممتعة، وهي حكاية بسيطة عن العلم الحديث لكنها مثيرة للمشاعر، بالإضافة إلى ما تحمله من مغزى وعبر معقدة.

وقد بدأ نطحان قصته في سنة 1968، عندما التقى لأول مرة مع ضايم سيف، مع العلم أن الكاتب لم يعطي في الرواية الاسم الحقيقي للصبي المريض. ويقول نطحان أن سيف أتى به أبويه اليائسين من لشبونة إلى بوسطن لمحاولة إنقاذ حياته. وبالرغم من أن سيف كان في ذلك الوقت في السادسة من عمره، إلا أن الناظر إلى قامته وقده لن يشك في أن الطفل لا يتجاوز السنتين، كما أن تنفسه المرهق يمكن سماعه من بعيد. وينحدر سيف من أب سوري وأم إيرانية.

وإذا كانت قامة سيف لا تتناسب مع سنه، فإن شكله أسوأ بكثير من ذلك، حيث أن هيئة وجه بشعة بشكل يلفت النظر، فجبهته بارزة بشكل كبير جدا، وطاقم أسنانه العليا بارز إلى الأمام، وفكه الأعلى منتفخ، بينما حنكه الأسفل متراجع إلى الداخل مما يعطيه مظهر مخلوق بشع الوجه مثل الكرغل.

وتمكن نطحان من تشخيص داء الثلاسيمية لدى سيف، وهو مرض وراثي في الدم وشائع في دول البحر الأبيض المتوسط وبعض مناطق إفريقيا وآسيا. وينتج هذا الداء عن فشل جينات خضاب الدم (الهيموغلوبين) الثنائية في نقل الأوكسجين إلى النُسُج. ويحاول جسم المريض بكل قوة إنتاج النُسُج التي يحتاجها، فيحدث بذلك توسع في فضائات نخاع العظام، مما يجعل الهيكل العظمي هش كالبلور ويسبب للجسم تشوهات سيئة للغاية. وإذا عرفنا المرحلة الرهيبة التي وصلت إليها حالة سيف، إضافة إلى أنه في سنة 1968 كان الطب عاجزا تماما عن علاج هذا الداء العضال، فإن النهاية المحتومة في مثل هذه الحالة هي طبعا الموت المؤلم لهذا الطفل.

وهنا تبدأ قصة نطحان، الذي كان يروي لنا في الحقيقة قصتان في حكاية واحدة، ففي القصة الأولى يصف لنا مسيرته الرائدة في محاولة علاج سيف، وفي القصة الثانية يحكي لنا قصة تحقيقاته المتعلقة بأسس الجينات الوراثية المسببة لمرض الثلاسيمية ولأمراض أخرى تتعلق بالدم كسرطان الدم، تلك التحقيقات التي كان الهدف منها اكتشاف طريقة للحفاظ على حياة سيف لمدة تكفي لإيجاد وتطوير علاج دائم لهذا المرض العضال. كما يعطينا درسا قصيرا لكنه مفيد عن الأمراض الوراثية والجينات والهندسة الجينية، ويشرح لنا مختلف الظواهر والعمليات من اصطناع مركب البروتين إلى دور التحويل المضاد لعدوى الفيروسات.

ويمكن القول أن حديث نطحان في هذه القصة ليس من السهل فهمه، لسبب بسيط هو أن الموضوع المطروح للنقاش يعتبر لدى العديد من القراء موضوعا تقنيا، لكن يمكن للمتعودين على مواضيع الكيمياء وعلم الاحياء أن يفهموا ما يتكلم عنه الكاتب.

ونجد أن دفاع نطحان عن المعارضة التي واجهت هندسة الجينات، بالرغم من حسن نية هذه المعارضة، قد تم عرضه في هذه القصة بطريقة واضحة. ومن الممكن أن الكاتب، ربما بدون قصد، يبدو في سرده للحوادث وكأنه يريد أن يجعل القارئ يتوقع أن يحدثنا الكتاب عن تطوير علاج هذا المرض العضال. لكن الحياة الحقيقية ليست بقصة بوليسية. فسيف الذي بلغ اليوم الثلاثين من عمره، يخضع لعمليات نقل الدم مستمرة ومؤلمة ومرتفعة التكاليف، إضافة إلى إجراءات قاسية أخرى هدفها تخفيف الألم خلال مراحل العلاج. لكن سيف ما زال على قيد الحياة، ويرجع الفضل في ذلك إلى جهود نطحان وبرنامج البحث العلمي الذي بدأ في قصة"صيادو الجراثيم" كما جاء في كتاب دوكرويف.

ويبقى نطحان متفائلا من أن استمرار الجهود والعمل الجاد سيمكن في خلال عقد من الزمن من إيجاد علاج لنقل الجينات يمكنه أن يضع حدا للأمراض الوراثية مثل داء الثلاسيمية.

ولكي نقف على تفاصيل هذا المرض الذي نتكلم عنه هنا، يجب أن نعرف بأنه يوجد في العالم اليوم أكثر من سبعين مليون شخص حاملين لأثر الثلاسيميا (بيتا الصغرى) مما جعل المجتمعات المتحضرة تطلق حملات تثقيفية حول أهمية الفحص قبل الزواج كإجراء ثبتت فعاليته في الحد من انتشار المرض.

الثلاسيميا نوع من أنواع فقر الدم الوراثي وينقسم إلى أنواع، ثلاسيميا بيتا الصغرى والذي يحدث الخلل في مورثة واحدة، وهؤلاء الأشخاص يعيشون حياة طبيعية ولا يسكون من أي أعراض مرضية، ويسمى الشخص حاملا لأثر الثلاسيميا، وإذا تم الزواج واحد الطرفين حامل له والآخر طبيعي فإن نسبة احتمال حدوثه في كل حمل هي حوالي 50% طبيعيا و 50% حاملا لأثر الثلاسيميا.

أما النوع الثاني فهو ثلاسيميا بيتا الكبرى، وفي هذه الحالة يكون الخلل في المورثتين المسؤولتين عن إنتاج جلوبين بيتا مما يؤدي إلى حدوث خلل في إنتاج خضاب الدم ويعاني الطفل من فقر الدم الحاد ويحتاج لنقل دم مستمر ويكون احتمال حدوثه في كل حمل بنسبة 25%، أما ثلاسيميا بيتا الوسطى وهو النوع الثالث فيعود إلى وراثة أحد الجينات الثلاسيمية الشديدة الشائعة من جهة وإلى جينة ثلاسيمية معتدلة من جهة أخرى، والشخص المصاب بهذا المرض يعاني من ثلاسيميا متوسطة الأعراض وليست هناك حاجة لنقل الدم المنتظم، أما أعراض الثلاسيميا الكبرى فتبدأ في سن مبكرة عند سن ستة أشهر إلى نهاية السنة الأولى، وينتج عنها شحوب الوجه وفقدان الشهية ومشكلات في الرضاعة الطبيعية وتأخر في نمو الطفل ونقص في مناعة الجسم والإصابة بالتهابات حادة ومتكررة وتغيرات في عظام الجسم خاصة الجمجمة، ويعود ذلك إلى نخاع العظم وهو مصنع للكريات الدموية يزيد من طاقته الإنتاجية لتعويض نقص الهيموجلوبين بالدم.

يتم علاج مرض الثلاسيميا عن طريقة نقل الدم للحفاظ على مستويات كريات الدم الحمراء والهيموجلوبين بالدم والتخلص من الحديد الزائد في الجسم باستخدام مضخة تضخ دواء الديسفرال لمدة 10-12 ساعة يوميا تحت الجلد وزرع نخاع العظام، وهذه الطريقة الوحيدة للشفاء التام، ولكن لا تزال لها مضاعفاتها ومخاطرها الشديدة. أما في حالة عدم علاج مريض الثلاسيميا في الوقت المناسب فهذا من شأنه أن يعرضه لتأخر النمو وترسب الحديد الناتج عن تكسر الكريات الحمراء وتضخم الكبد والطحال.

طرق الوقاية تشمل إجراء الفحوصات اللازمة لكل المقبلين على الزواج للتحري عن وجود بيتا ثلاسيميا الصغرى خاصة في البلدان التي ترتفع فيها نسبة الإصابة بالمرض كما يمكن للمتزوجين من حاملي أثر الثلاسيميا عمل فحص في الأسابيع الأولى من الحمل لمعرفة حالة الجنين إذا كان مصابا أم حاملا للمرض، كما أن هناك حمية غذائية ضرورية ينصح مرضى الثلاسيميا بإتباعها من خلال الابتعاد عن الأغذية الحيوانية الغنية بالحديد كالكبد والطحال والابتعاد عن الإفطار الغني بالحبوب المضاف إليها الحديد وتجنب المشروبات الكحولية لأنها غنية بالحديد ويمكن أن تؤثر على الكبد.

أما السؤال المطروح فهو، متى يبدأ الأطباء العرب في فتح مخيلتهم وتأليف قصص وروايات عن الحالات المرضية التي يواجهونها يوميا لإثراء الساحة الأدبية بهذا الجنس الأدبي المهم؟







التوقيع :
*y

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية