أخواني وأخواتي يا رفاق الحرف ..
أحيكم قبل كل شيء وأعرف نفسي أنا أختكم جنى الجنتين
شرفني انظمامي لرحلكم الرائع .. تجولت قبل أن اكتب
بين إبداعاتكم .. فكم كانت رائعة دنيا بضاعة حروفكم .. وقفت حائرة
مترددة بأي نظم أبدأ فأنى لي بمجارات أقلامكم الشاهقة ..
التي يقطر حبرها عذب الكلمات ..
وددت لو تقبلوا مني هذه المشاركة المرتجفة
التي أتت تبحث عن دفء
من بين أقمطتكم التي نسجتها أبجدية كونت سحر الكلمات ..
هي لكم مني ولن يفي أن قلت معها الود كله ...
( بسمــة أمي )
حينما ينفلق الفجر وتشرق الشمس من كبد السماء
معلنة عند بدء نهار جديد .. حينها تغرد الأطيار أناشيد الصباح
وتستحم الزهور بقطر الندى ناشرة عبير فواح
يسلب الألباب لفجر منير ..
يتخلل النور من نافذة غرفتي الحالمة حينما تنحي أمي الغالية الستار
وهي تناظرني ببسمة حنان ماسحة بيدها الحانية على شعري
لأبادلها التحية بقبلة أطبعها على جبهتها الطاهرة .. تشبك يدي
بيدها لأهب مسرعة .. ساعية ليوم محفوف بالأمل الذي يتخلل دربي
عبر بسمتها التي حفرتها ذاكرتي لتكون كالشمعة المضيئة التي تنشر النور
وتضئ عتمة الدرب ... يسبقني اليوم ويطوي الوقت مسافاته..
ليعلن الظلام رحيل النور مكتسي ثوب السواد..
يأخذني السكون لمضجعي أسأل الله العفو بعد حديث طويل مع النفس المرهقة
بعدها أغلق الأجفان مستسلمة لسلطان النوم
لينبهني مسمعي لوقع أقدام متجهة نحوي ..
لترتسم على محياي بسمة تستقبل بسمة أمي المودعة ..
أحاول تصنع النوم لأحظى بمزيد من دلالها لتهزمني لمساتها الحنون وهي تدفئني بلحافي واهب في لهفة واحتضنها بين ذراعي
داعية لها بالهناء وطول العمر ..
تبتسم كما ابتسمت لي في الصباح قائلة تصبحين على خير
يا زهرة عمري .. تسدل الستار الذي نحته صباحا وتطفئ الأنوار إلا نورها
يبقى ليصبغ أحلامي الوردية لأستيقظ على بسمتها من جديد ..
أبقاك المولى
يانوارة الدروب
أبنتك المحبــة
.. جنى الجنتين ..