ويقول :
الآيروني والكيتش : طريقة أنتقامية بدأنا ، نحن الكتاب المحترفين وكتاب الإنترنت . وبما لأن الرأى لم يعد يكلف الكثيراً فى تفكيك الواقع .طبقة بعد طبقة ، ونقتلع ، نشد ونقلف ونحك ونكشط نقشر وننزع ونخلع ونخلع ونخلع ! بنهم ثأرى من كل أعوام المثاليات الزائفة والمنع . لم يعد فى الواقع شئ قادر على الصمود أمام الفحص حتى مناهج الفحص
والتفكيك ذاتها . السدود الفكرية والنفسية والاجتماعية نقبت وأعيدت لأصحابها كبضاعة مخزية الرداءة . {أهذا سدكم ؟ . . . هه ، هذا سدكم فخذوه } فكرة الرضاء أو السعادة ، أصبحت أكثر تعقيداً وتطلباً . والكتابات المفائلة أو المثالية اليوم هى أمر فاضح يعرض صدقية الكتاب عند القراء للسقوط!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ، فالناس عامه أفصحوا عن هذا المزاج ، مزاج {آيروني } الشائع فى المنتديات ، وهو ‘‘صيغة أسلوبية تهكمية تنبه الإنسان إلى الفرق الشاسع بين أحلامه النبيلة وواقعة المتقلب ‘‘ ، بعد أن أسكنوا غضباً مطولاً فى أوهام { الكيتش } وهو ‘‘ نقيض الأيروني .ويعني كل ألأعمال الفنية التى تقدم صورة بسيطة لسعادة خيرة ملائكية يمكن تحقيقها بمعطيات أولية ) . . . فماذا يوجد حقاً في طية كل هذا التفكيك للواقع ؟
بغال العدمية :
هناك قصة رواها ‘‘جان بودريات ‘‘ منسوبة إلى جحا .تخبر القصة عن جحا الذى كان يعبر الحدود كل يوم بصحبة بغال محملة بلأجربة كل مرة كان الحرس يفتشون الأجربة ويجدونها فارغة ، ثم يتركون جحا ليواصل عبوره اليومي للحدود بعد مرور سنوات على هذا سئل جحا عما كان يهرب عبر الحدود فأجاب ‘‘كنت أهرب البغال ‘‘
أتساءل عما كنا نهرب المدة الماضية في ثنايا مقالاتنا وحوارتنا ؟ عما يوجد وراء كل هذه الكلمات الناقدة المعرية للواقع ؟ أيعقل أننا جميع حتى الزور أصحاب رؤى ومناهج نقدية رصينة تجمل فى جعبتها ماهو أكثر وأبعد وأهم من السخط ومزاج الأيروني ؟ بعد النظر فى تشويش مناهج التفكك وجهلها وتعارضها مع نفسها بصد ق : لا أعتقد لقد كنا نهرب بغال العدمية ولم يكتشفنا أحد بعد .
فكل هذا النقد الذى يتراكم ويتراكم ويفشل فى أصلاح أي شئ يمكنه أن يكون ناجحا ً جداً فى التأسيس لنزعة واقعية محلية النكهة ( إذا أظنها تختلف كثيراً عن العدمية النهيلية الأصلية ) . وأكثر من ذلك فإن أجربة الأصلاح الفارغة. يمكن استخدامها للتستر بجدارة على تهريب بغال العدمية
بحيث تبدو لي نزعتها الإصلاحية ‘‘نزعة إصلاحية عدمية ‘‘ بكل ما فى الأمر من تعارض . لقد احتججنا وكرهنا وقرفنا سرا وعلانية من كل شئ تقريباً فى حياتنا ‘‘رغم أن مفاهيم ‘‘التعبير سراً تغيرت كثيراً ككتاب الإنترنت وأتخيل أحيانا أننا لم نترك قضايا يمكن لأجيال القادمة أن يحتجوا فى سبيلها وهذا غير صحيح طبعاً فلكل زمن قضيته . أما السؤال الجاد فهو : إذا كان الأنسان والاحتجاج ما لم تربطه علاقة حميمة بمعتقداته ثم إذا كان كل هذا التفكيك النقدي العشوائي العدامي للواقع أنما يفك آخر ارتباطاتنا الحميمة بمعتقداتنا ، وأذا كانت القضايا التى تستحق الاحتجاج ستكون موجودة دائما فهل أبيقنا لمن بعدنا أي قدرة أو نزع أو رغبة فى الاحتجاج من أجل المبدا أذا ما أورثناهم كل عدميتنا هذه ؟ نحن الذين طحنا الواقع بمزاجنا الأيروني الجديد ما الذي سنمرره لمن بعدنا . . ؟
إذا مررنا لبعض عدميتنا الغربية فسنكون قد مررنا لهم ما قيمته الحرفية هي " لا شئ " .
أخوكم / شطرنج