يرى طفلك أحلاماً مزعجة بدءاً من الثانية من عمره ، وهذا أمر طبيعي يشكل جزءاً من نموه العاطفي والعقلي.
وعلى الأهل ألا يقلقوا ، فرؤية الأحلام المزعجة تكون نتيجة كبت لمشاعر القلق والغضب والتوتر أو الفشل التي يستطيع التعبير عنها خلال النهار، ما يؤدي إلى أن تتحول أحلاماً مخيفة ومزعجة توقظة من نومه
أحلام مزعجة ما بين السنتين والخمس سنوات
خلال هذه المرحلة يحس الطفل برغبة شديدة في الإستقلال وإتخاد القرار ما يجعله رافضاً لكل ما يطلب منه. وتلاحظ الأم أنه يرفض الذهاب إلى الفراش. ويعلن عن رفضه بالهز والغناء تارة وبضرب رأسه تارة أخرى ، وهذه عادة يستخدمها الطفل بقصد استعطاف أمه.
ويؤكد المعالجون النفسيون أن الطفل يضرب رأسه دون أن يؤذي نفسه لذا على الأهل ألا يقلقوا من هذا الأمر.
وتلاحظ الأم بالأضافة إلى الصراخ والرعب الذي يبدو عليه عند رؤيته للكابوس ، أنه لا يدرك وجودها إلى جانبه ويدفعها بعيداً إعتقاداً منه أنها جزء منه. هنا ينصح أن تتركه يعبر عن خوفه حتى يهدأ ولو استغرق الأمر من عشر دقائق ، وبعدها تؤكد له أنها إلى جانبه تحميه.
كأن تقول مثلاً " لا تخف ماما دائماً بقربك "
والحلم المزعج قد يكون سببه تفوه الأم بعبارات قاسية كأن تهدده مثلاً بالضرب إذا لم يذهب إلى فراشه ما يجعله يربط بين النوم والعقاب. لذا عليك أن تجعلي من فترة الذهاب إلى الفراش أمراً لطيفاً كأن تقولي له مثلاً " أنك ستوجهين وسادته تجاه الأحلام السعيدة ، أو أنك ستنفضين كل الأحلام المزعجة عنها ، فهذا سيشعره بالأمان والطمأنينه
أحلام مزعجة ما بين الست والأثنتي عشر سنة
هي مرحلة ذهاب الطفل إلى المدرسة ، فمعظم الأمور الصعبة والسيئة التي يمر بها خلال النهار تختزن في ذاكرته. وقد تلاحظ الأم أنه بدأ برؤية الكوابيس والمشي نائماً فتظن أنه مستيقظ عندما يتمتم عبارات غير مفهومة ، وعيناه مفتوحتان ، ويطلب منها أن ترافقه إلى السرير ، أو يذهب وحده إذا طلبت منه ذلك. فإذا رفض على الأم أن تترك الأمر يأخذ مداه حتى يستيقظ ويدرك ما حدث.
أما إذا كثرت الكوابيس ومرات المشي أثناء النوم ، على الأهل عرض الأمر على المعالج النفسي.
في إمكانك مساعدة طفلك على تخطي هذه الأزمة بتحوير الكابوس ، إليك بعض الأرشادات :
أعطي طفلك ورقة وقلمين وأطلبي منه تحوير الكابوس إلى حلم جميل ، وأكدي له أن أحلامه ملك له يستطيع أن يتصورها كما يشاء.
ومن ثم أطرحي عليه هذه الأسئلة :
- هل حلمت حلماً مزعجاً تريد أن تغيره الآن ؟ دعيه يفكر في الأجابة لبعض الوقت.
- إسأليه ما إذا كان يتذكر حلمه. وأطلبي منه أن يتمدد ويغمض عينيه ببطء ، ليستعيد تفاصيله في مخيلته.
- إسأليه ما إذا كان يرى حلمه في هذه اللحظات. واطلبي منه أن يحوّره إلى حلم جميل يتمناه.
- قولي له أن يتخيل صديقاً أتى لمساعدته وأنها قد إكتشفا معاً كنزاً مخبأ أو أنه سافر إلى بلاد جديدة وأماكن جميلة ، تعرف فيها على أصدقاء جدد ، وإسأليه إذا كان يرى ذلك.
- أطلبي منه أن يفتح عينيه ، ويرسم كل ما رآه على الورقة.
- أخيراً أكدي له أن في إستطاعته أن يحور حلمه كما يريد وأن يكتبه على الورقة.
في النهاية اتمنى لكم وللأطفالكم أحلام جميلة وسعيدة إن شاء الله *