بعد غيابٍ مديد
طرقتَ أبواب دهشتي المصلوبة انتظاراً
"عائدٌ إلى هديل كفيكِ وهمسِ ياسمينك"
قلتَ لي...
" تيبّس الهديل".. قلتُ لك
وماتت شفاه الياسمين
بعد هذا أحسست بالذبول
سقط صوتي في هاوية الفراغ
وانفلتت أشلائي تبحث عنك
في اتجاهات الخوف كلها..!
- هو -
عبثاً يحاولون اقتلاع رائحتك
من ذاكرة جلدي
يمزقونها بأظافرهم...
لكنها من العدم.. تعود
لنلتصق بالجلد أكثر
إلى متى أحتمل القتل؟!!
- هي -
كان قلبي وحيداً يبكي
وهو يتكئ على استحضار بقايا حلم قديم
زرعته ذات يوم في حقل سنابل
ثم نسيته
وفي موسم حصادٍ قادم
حصدَتـْه الآلات مع السنابل اليابسة
ونثرت بقاياه بين الهشيم
تراه... يعود أخضر ذات يوم؟
- هو -
لهذا الوقت الرمادي أشعلُ غيمة بنفسجية
أستظل بأمطارها من حرائق تموز
يالقلبي المتعب
أما آن له أن يرمي عنه جنون النبض ويهدأ؟
أما آن لسمائه الشاسعة
أن تطيّر أسراب الكآبة؟
- هي -
أغدِقْ عليَّ دفءَ كفيكَ
و..فراشات أصابعكَ الملونة بالموسيقى
ارسمني ربيعاً مرة
أخرجُ إليك من خريفي
كيوم التقينا على رصيف الطفولة
وتلونـّا بالغبار والقمح وعناقيد العنب
كيوم فضنا بغلال من حبور
وانتظرني قليلاً لأحمل إليك جرار نبيذي
وبيادر قمحي
واغتسل ثانية وثالثة بغبار القرى الحاني
حتى الاحتراق.
أستيقظ في منتصف النوم
تصبّحني العصافير بالزقزقات
أشرب قهوتي.. أذكركِ قليلاً
أشاكس وجهي المترمد في المرآة
أبحث عني بين تشرد نافذتين
على حفيف أشجار الحور
القادمة من الجبل
- هي -
كل مساءٍ أتوكأ على ظلي
ونمضي معاً إلى وقت من التأرجح
بين وجه آتٍ ووجه راحل
وعندما نتعب
يتوكأ ظلي عليَّ
فنتحد.. وننام
ملتحفين سماء أحلامنا المستحيلة
- هو -
هل تنزف الشرايين أسرارها
هل يتوق القلب إلى نبضاتٍ دافئة
هجرته قبل سنين؟
إذن.. أعيدي إلي قلبي
أيتها الباحثة عني
على ضفاف الخريف!
- هي -
لماذا تستهويني أراجيح الأطفال
ألأنني مثلها أتأرجح بين جهتين
أم لأن الجهات الست تشدني إليها
فأتأرجح بينها..
حتى الضياع في حدائق الحبور؟!
- هو -
أمسح آثار نظراتكِ عن مرايا ذاكرتي
أطوقكِ بصمتٍ بارد
يرتعش زمهرير أصابعكِ
يسّاقط وجهكِ
كثمرة ذابلة!
أهربُ منكِ
خوفاً من جنون لم أعد أتسع له
وأهرب إليكِ
طمعاً بلحظة دفء واحدة
تعيدني إلى ذاكرة الحلم القديم
فتستيقظ بعد طول رقاد.
- هي -
أُطـِـلُّ عليكَ من حالق الحلم
أخشى أن ألتقيكَ فأسقط في هاوية الخيبة
أيها المنتشر فيّ غمامة
تـُمطر أشواقاً جديدة كلّ يوم
وكلّ يوم أنضو عني اللحم والدمَ
لأتحدّ بالتراب و.. أخضرّ من جديد!
- هو -
أحببتكِ عشرين عاماً
أتمنى أن أعيش عشرين عاماً قادمة
فقط.. لأنساك
- هي -
خيبتي أكبر من احتمالاتي كلها
وأنا أراك داخل مرآتي
كلما وقفت أمامها
أحصي عدد السنين
التي وقفتْ فوق وجهينا!
- هو -
أجمل ما في حبنا في الماضي
أننا كنا نتنازع على عقود الياسمين
وأسوأ ما فيه.. اليوم
أننا نصاب بالحساسية
كلما تسرّب إلينا عطر الياسمين
من نوافذ الصدفة!