أنت من أحيا قلبي الذي مات من سنين, أحييت فيه زهور الأمل و ورود الحياة
وأعدت له نبض الحب وأرق الأحاسيس.
فياليتك تعلم مامضى من عمري..كم عانيت..كم..قاسيت
أمضيت وقتا قبلك..لم يكن لرحمة القدر مكان فيه..
أمضيت وقتا قبلك..لو عاشته البشرية لأفسد ماضيها وحاضرها..
أمضيت وقتا قبلك..يمزق الألم روحي كل يوم الف مرة..
أمضيت وقتا قبلك..مماتي فيه أرحم من لحظة ندم وحسرة..
لا تتعجب..فأنا لا أزيف كلماتي ولا أصطنع مشاعري
قد عشت ماضيا..اقسى من القسوة..وأمر من المرار..واظلم من الظلام..
عشت الظلم..لا بل رأيت الظلم بعينه..عشت الحرمان وعاشرته
حتى سكن أضلعي..عشت الفقر وشربت من كأسه..عشت الآلم
فما كان يسليني غيره..عشت الوحده حتى نطق كل ميت من حولي
يواسيني..عشت الأوهام حتى السراب أشفق علي من
مطاردتي له..
وأخيرا ثار اليأس بي وفجر كل أمالي وبدد كل أحلامي..
رماني طريحا كالمحتضر..وللمنية منتظر..
أتى ثم من قسوة الأيام..ومن موت الأحساس سقاني..
نزع قلبي بيده القاسية ومحى كل أحساس
لم يبقي غير الألم والقسوة..
علمني كيف أقتل كل أحساس قبل ان يصل لقلبي.
علمني بأن موت الأحساس قوة لايدركها غير التعساء.
ولكن قلبي الميت فضل الأنسحاب والعزلة..بنى له قصر من الألم والجراح
وأصبحت فيه ملك الأحزان ولكن بلا دموع وبلا أحزان
وفي يوم غاب فيه حراس قلبي من القسوة وموت الأحساس
رأيت أجمل مايكون من خلق الله..رأيت كيف يكون الجمال إن لم يكن الجمال
نفسه..
حاولت الاقتراب..ترددت..أرتعشت خوفا ورهبه..
تذكرت الماضي وحاولت الهروب..
وفجأة واذا بصوت ينادي قلبي..واذا بغيمة تمطرني آمنا وسكينة
تهادت خطواتي..وتهاوت مخاوفي..أقتربت فإذا هي
أجمل أمراة رأيتها على وجه الأرض..وأطهر نساء الأرض..
وأرق نساء الأرض..
حينها شعرت بقلبي يتغير وأحسست بإحساس لم أعرفه من قبل.
أدركت وقتها أن الأمل لا يزال..والحب ينتظرني..والحياة أمامي تناديني..